أضعفت قوات البشمركة الكردية العراقية الحصار المفروض على مدينة كوباني الحدودية السورية لكنها لم تكسره بعد أسبوع من وصولها محملة بالأسلحة الثقيلة والمقاتلين في محاولة لانقاذ المدينة من تنظيم الدولة الاسلامية.
وأصبحت كوباني اختبارا لقدرة تحالف تقوده الولايات المتحدة على وقف تقدم المقاتلين الاسلاميين. والمدينة الحدودية واحدة من مناطق قليلة في سوريا يمكن للتحالف ان ينسق فيها بين غاراته الجوية وعمليات تقوم بها قوات برية.
وكان وصول قوات البشمركة العراقية الكردية وهي مزودة بالعربات المدرعة والمدفعية قد مكن المدافعين عن البلدة من قصف مواقع الدولة الاسلامية حول كوباني واستعادة السيطرة على بعض القرى.
لكن الخطوط الأمامية في المدينة نفسها لم تتغير كثيرا حيث ما زال الجزء الشرقي منها تحت سيطرة المقاتلين المتشددين فيما لا يزال الغرب إلى حد بعيد تحت سيطرة وحدات حماية الشعب الكردية السورية ومقاتلين متحالفين معها.
وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا "لا يوجد تغيير على الإطلاق في كوباني نتيجة لوصول البشمركة. ربما تم انتزاع السيطرة على شارع أو شارعين ثم فقدوا مجددا وهكذا.
"مواقع الدولة الاسلامية محصنة جيدا في مدينة كوباني ويقول الأكراد إنهم بحاجة للمزيد من الأسلحة الثقيلة لاحداث ثغرة.. هناك حاجة أيضا للتنسيق بين الوحدات الكردية والقوات الجوية للتحالف."
وأضاف أن الهجمات الانتحارية التي يشنها التنظيم المتشدد تثبت فاعليتها أيضا.
ودخل مقاتلو البشمركة كوباني في أكثر من 12 شاحنة وسيارة دفع رباعي يوم الجمعة الماضي قادمين من تركيا وهللوا ولوحوا بعلامة النصر.
واستقبل أكراد تركيا واللاجئون السوريون الأكراد العراقيين المقاتلين استقبال الأبطال بعدما غضبوا لرفض أنقرة ارسال قوات تركية الى كوباني واصطفوا في الشوارع حاملين الأعلام الكردية وشعروا بالتفاؤل بقدرة البشمركة على تحويل دفة القتال.
وأوضحت حكومة اقليم كردستان العراق من البداية أن مقاتلي البشمركة التابعين لها والذين يصل عددهم إلى نحو 150 مقاتلا لن يخوضوا معارك مباشرة في كوباني وانما سيقدمون دعما مدفعيا للأكراد السوريين.
وقال ادريس نعسان وهو مسؤول محلي في كوباني عبر الهاتف "وجود البشمركة كان مفيدا بالطبع لأنهم يقصفون مواقع الدولة الاسلامية ويدمرون مقاتليها وأسلحتها."
وأضاف لرويترز "بفضل قصف البشمركة أوقفنا تقدم تنظيم الدولة الاسلامية في المناطق الريفية الغربية وخط الجبهة الشرقي والجنوب شرقي بالمدينة."
* أسلحة ثقيلة
واندلع قتال عنيف في الأيام التي تلت وصول البشمركة حيث وقع قصف عنيف واطلاق نار مستمر تقريبا فيما ساعدت قوات البشمركة ومقاتلون في جماعات معارضة معتدلة في سوريا وحدات حماية الشعب الكردية على طرد الاسلاميين من بعض القرى المحيطة.
وقال نعسان إن "القصف المستمر" من قوات البشمركة قضى على جزء من قدرة الدولة الاسلامية على الهجوم وإنه كان هناك تنسيق جيد بين الوحدات الكردية والجيش السوري الحر ومقاتلي المعارضة المعتدلة.
وقال مراسل لرويترز على الحدود إن شدة القصف تراجعت منذ ذلك الحين وإنه لا يوجد تغيير واضح في الخطوط الأمامية بالمدينة نفسها.
وقال نعسان "يجلب تنظيم الدولة الاسلامية مقاتلين وامدادات جديدة طوال الوقت لذا نحتاج إلى مقاتلين وامدادات جديدة أيضا." وتابع أن مقاتلي التنظيم سيطروا على تسع دبابات في هجوم على حقل غاز الشاعر بوسط سوريا وأنهم ينقلونها إلى كوباني.
وأضاف "لذلك نحتاج إلى تنسيق أكبر مع قوات التحالف والمزيد من الأسلحة الثقيلة خاصة الأسلحة المضادة للدبابات وأسلحة أخرى للتصدي لمدافعهم وصواريخهم وقذائف المورتر التي لديهم."
وتغيرت الجهة التي تسيطر على حقل غاز الشاعر الواقع إلى الشرق من مدينة حمص أربع مرات منذ يوليو تموز عندما سيطر عليها مقاتلو الدولة الاسلامية للمرة الأولى. وذكر المرصد أن قوات الحكومة السورية استعادت السيطرة على الحقل الخميس.
ورغم أهميتها الاستراتيجية المحدودة أصبحت كوباني رمزا قويا في المعركة ضد مقاتلي التنظيم المتشدد الذين سيطروا على مناطق واسعة في العراق وسوريا وأعلنوا قيام دولة الخلافة.
واشتدت المعركة قرب حدود تركيا. وأثار تردد أنقرة في مساعدة المدينة الكردية السورية أعمال شغب بين أكراد تركيا الشهر الماضي مما أسفر عن مقتل 40 شخصا.