اعترفت المشرفة على البرنامج الوطني لحمى الضنك في صحة جدة الدكتورة هدى فطاني، أن 50% من المنشآت والقطاعات الصحية الخاصة لا تبلغ عن حالات الاشتباه بالضنك، مبينة أن بعض القطاعات الصحية الخاصة ورغم خطابات الصحة العامة الرسمية لها لا تبلغ بحالات الاشتباه أو تنتظر نتائج التحاليل المؤكدة حتى تبادر بالتبليغ، وهذا التأخير يترتب عليه الكثير من الانعكاسات السلبية أهمها التأخر في انتقال فرق الاستكشاف الحشري لمنازل حالات الضنك المشتبهة والتأكد في اكتشاف البؤر ودراسة حالة المنازل.

وحول خطة الشؤون الصحية بحصر المستشفيات غير المتعاونة قالت: الصحة العامة شرعت في حصر جميع المستشفيات والقطاعات الصحية الخاصة غير المتعاونة في تقديم بلاغات حالات «الاشتباه» بالضنك من خلال تخصيص وحدة مكونة من طبيبة ومدرجة بيانات حيث تتم مخاطبة المدير الطبي مباشرة في المرة الأولى هاتفيا وخطابيا وفي حالة عدم التجاوب يعد خطاب رسمي لإدارة الصحة العامة بعدم تجاوب القطاع الصحي لاتخاذ ما يلزم حيال ذلك، مع العلم أن جميع المنشآت الصحية لديها تعميم وزاري بضرورة التبليغ عن حالات اشتباه الضنك حتى لو لم تكن هناك أي حالة، فهم مطالبون بالتقرير الصفري «لا توجد حالات»، وبذلك يتم التأكد بعد نسيانهم التبليغ عن الحالات.

وفي سؤال عن إحصائيات الحالات التي يبلغ عنها أسبوعيا قالت: عدد حالات الاشتباه تكون مختلفة في أرقامها من أسبوع لآخر، فمثلا نجد خلال أسبوع حالتين وأسبوع آخر 10 حالات وهو المعدل الطبيعي وإن كان هذا العام أقل من العام المنصرم في نسبة الإصابات، ولكن لا يستبعد أن نسجل حالات خلال الفترة المقبلة بعد موجة الأمطار التي شهدتها محافظة جدة.

وعن فترة حضانة المرض قالت:

الفترة تتراوح بين ثلاثة أيام إلى أسبوعين وظهور المرض يختلف من شخص لآخر لعدة اعتبارات أهمها المناعة، لذا ننصح دائما بعدم التساهل مع تكرار الحمى المرتفعة وضرورة مراجعة المستشفى لأن بعض الأشخاص للأسف يواجهون هذه السخونة بالمسكنات في الوقت الذي تظل هذه الحمى مستمرة لأن المصاب بحاجة إلى تشخيص وتحاليل وعناية وعلاجات في المستشفى.

وعن المحاور التي يتم التركيز عليها خلال المكافحة قالت: جهود مكافحة الضنك تركز على خمس نقاط هي، أولا: الاستقصاء الوبائي لمعرفة تحركات المريض خلال أسبوعين قبل الإصابة لمعرفة مصدر العدوى، ثانيا: الاستكشاف الحشري لمعرفة كثافة الناقل في محيط منزل المصاب، ثالثا: توعية أهالي أسرة المصاب والتأكد من صحة المخالطين وإجراء الاستكشاف الحشري داخل المنزل ومحيطه بما يعادل 200 متر أي 20 منزلا مجاورا للمصاب وهي مدى طيران البعوض المسبب للضنك «الإيدس إيجبتاي»، رابعا: المكافحة الداخلية لكشف البؤر فإن وجدت بؤر لا يمكن مكافحتها فإن الأمانة التي ترافق الصحة في جولاتها تقوم بهذه المهمة، وخامسا وأخيرا علاج المصاب والتشخيص المبكر للحالات الموجودة داخل الأسرة، بجانب تحفيز مشاركة أفراد المجتمع في البرامج التوعوية بجانب مشروع تعاون وطموح مع مجالس الأحياء وأيضا مشاركة متطوعين في توعية أفراد المجتمع بحمى الضنك، والتعاون مع عمد الأحياء التي تكثر فيها الإصابات، أيضا هناك زيارات ميدانية من الفرق التوعوية لمدارس الطلاب والطالبات، وللمنازل وذلك من خلال تقسيم الفريق على مربعات الحي، وكل مثقف يقوم بتوعية 15 منزلا ويتم تدوين أي بؤر تتم معاينتها وإرسالها بتقرير إلى أمانة جدة للقيام بأعمال المكافحة والرش مع استهداف المحلات التجارية والمجمعات الكبيرة داخل الحي، وأيضا المساجد حيث يتم التنسيق المسبق مع إمام المسجد وذلك لإلقاء محاضرة بعد الفراغ من صلاة المغرب وتثقيف المصلين عند الخروج من المسجد وتوزيع مواد التوعية على المصلين والبوسترات والرول لاب على مداخل ومخارج المسجد.