لم تقتصر الإثارة في حياة الوليد على تجربته في عالم المال والأعمال، بل إن الإثارة والدهشة لازمتاه في جميع تفاصيل حياته العملية والأسرية، وكان لوالديه الأمير طلال بن عبدالعزيز ووالدته منى الصلح دور كبير في تكوين شخصيته الجادة والصارمة، ويتجلى ذلك من خلال تلك القصة التي رواها لنا سموه قائلا: «في يوم من الأيام استدعاني الوالد الأمير طلال بن عبدالعزيز، وكنت حينئذ في المرحلة المتوسطة، وأبلغني بأنه اتصل بعمي الأمير سلطان بن عبدالعزيز (يرحمه الله)، والذي كان وزيرا للدفاع في ذلك الوقت، وطلب مني أن أذهب إليه في مقر الوزارة بالرياض، مبينا أنه سيبلغني بأمر هام، وعندها ذهبت لمقابلة الأمير سلطان والذي قال لي إن والدي طلب منه أن يسمح لي بدخول كلية الملك عبدالعزيز الحربية، فأخبرته بأني مازلت صغيرا بينما الكلية لا تقبل سوى الطلاب الحاصلين على الشهادة الثانوية، وعندها ابتسم الأمير سلطان وأخبرني بأني سوف أحصل على استثناء خاص وسوف أكون أصغر طالب في تاريخ الكلية، وعندها قلت له: «سمعا وطاعة» وبالفعل التحقت بالكلية لمدة عام كامل.

وأضاف: «عندما دخلت الكلية سألني قائد الكلية متى تنام، فأجبته: الساعة التاسعة، فرد قائلا: الآن الأمر اختلف، أنت ستنام الساعة السادسة وستصحو عند صلاة الفجر، ثم سألني سؤالا آخر: ماذا تفعل عندما تصحو من النوم؟ فأجبته: أدخل الحمام وأستحم، فقال: هذا الأمر انتهى، أنت ستقوم الآن بتنظيف الحمام».

واستطرد الأمير الوليد: «قضيت في الكلية الحربية سنة كاملة، وكانت وجبة الإفطار شوربة عدس وجبنة وخبز فقط، وقد تعلمت من خلال تلك التجربة العمل الجاد وتنظيم الوقت، فضلا عن الصبر وتحمل المشاق».

وأوضح سمو الأمير بأنه لم يتخرج برتبة ضابط لأنه لم يكمل سنوات الكلية الثلاث، مبينا أن ذلك لم يكن هدف والده الحقيقي، بل كانت حكمة الأمير طلال تهدف إلى غرس مبادئ العمل الجاد وتنمية قدراته في مواجهة الحياة والاعتماد على النفس في سن مبكرة.