كشف رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد محمد الشريف أن الفساد المالي والإداري تسلل إلى مجتمعات الفضيلة التي هي في الأصل يجب أن تكون أكثر نقاءً وبعدا عنه، مطالبا خلال اللقاء العلمي الذي نفذته الرئاسة العامة لشؤون الحرمين الشريفين مساء أمس منسوبي الحرمين الشريفين من أئمة وخطباء ودعاة بالتعاون مع نزاهة بالقيام عبر الدعوة والنصح والإرشاد.

وأشار إلى أن منابر الحرمين الشريفين لها أثر بالغ في نفوس المسلمين كافة وأهل هذه البلاد خاصة لذا تم اختيار المكان للاستفادة منه في نشر الفضيلة ولننطلق بالنزاهة ومكافحة الفساد على هدي من الخطب والمواعظ.

وشدد الشريف على أن وجود نزاهة لا يقلل من الهيئات الأخرى المكلفة بالرقابة والتحقيق والمساءلة، وأن الدولة لن تألو جهداً في ردع الفساد والمفسدين تحقيقا للنصوص العظيمة من القرآن والسنة النبوية في كشف الفساد وفضح مقترفيه على رؤوس الأشهاد كائناً من كان بعد أن يأخذ جزاءه من العدالة والقضاء.

وأضاف أن تحقيق النزاهة يتطلب من كل المؤسسات الدينية والتربوية والتعليمية الوقوف مع نزاهة، باعتبار تحقيق النزاهة تكليفا ربانيا مشتركا، وأنه لا يمكن أن يستقيم أمر هذه الأمة دون أن يستشعر المكلفون مسؤولياتهم الدينية والأخلاقية وأن يقوم المواطن والمقيم بهذه الغاية الحسنة من باب التعاون والتطوع والاحتساب.

واختتم الشريف حديثه قائلا "ما تناوله خطباء الحرمين الشريفين حول قضايا الفساد وحماية النزاهة أُدرج ضمن وسائل وإصدارات نزاهة التوعوية".

من جهته، قال المستشار بالديوان الملكي الدكتور صالح بن حميد "إن واقعنا يطبق الشريعة الإسلامية في كل الهيئات والأعمال والمنشآت الوطنية، لذا فالتأصيل الشرعي يتطلب علينا النزاهة في كل أعمالنا التي هي مسؤوليتنا، فالعبث بوقت العمل يعد فسادا وكذلك التهرب"، مشيرا إلى أن مظاهر الفساد كثيرة منها الرشوة والابتزاز والمحاباة والاختلاس والوساطة وكل الأعمال الإجرامية التي تخالف الشريعة الإسلامية.

من جانبه، وعد الرئيس العام لشؤون الحرمين الشريفين الدكتور عبدالرحمن السديس بأنه سيكون لمنبر الحرمين دور بارز لدرء الفساد، وأن النصوص تحث على النزاهة والعدل وهو الأصل في العمل، منوها بأن الحضارات دائما ما تقوم على المبادئ والمثل وإذا اختل ذلك تتبعه المصائب.