كشف العقيد فهد منقرة - الذي بدا خلال صورةٍ تم تداولها بكثافة اليومين الماضيين على مواقع التواصل الاجتماعي وهو يقف على قبر رفيق دربه العميد عودة البلوي - بعضاً من أسرارٍ وذكرياتٍ جمعته بالفقيد البلوي على مدار 29 عاماً.

وقال منقرة إن وقوفه على قبر العميد الراحل لم يتجاوز الـ 5 دقائق، إلا أنه استرجع خلالها شريط ذكريات جمعته بفقيد الوطن العميد عودة البلوي، زهاء الثلاثة عقود، اختزلها في نظرته الوداعية لرفيقه بعد أن ووري جثمانه الثرى بمقبرة العدل.

وأضاف: "تمنيت أن أكون مكانه لأحظى بشرف الشهادة، فكل من شاهد الصورة التي التقطت بالمقبرة توقع أنني حزين على زميلي، ولكن الحقيقة أنا فخور وسعيد بهذه الخاتمة الحسنة التي نالها، وكم تمنيت أن يجمعنا القدر في هذه الشهادة كما جمعنا كرفقاء درب طوال 29 عاما".

ولفت إلى أنه تعرف على الفقيد في الكلية وكان يسبقه بعام، وأنه رحمه الله كان قريبا جدا من زملائه ولم يشعرهم يوما بفارق الأقدمية، وكان سباقا للوقوف مع من يحتاج إلى المساعدة، فحظي بالاحترام والتقدير، منوها إلى تزاملهما بالتدريب في الكلية بعد التخرج، ثم العمل سويا في القطاع بالوجه، حتى أصبحا صديقين حميمين لا يفترقان عن بعضهما.

وعن مواقف الشهيد الإنسانية، أوضح: "للفقيد مآثر كثيرة، خاصة الإنسانية التي كان لا يحبذ أن يعلم عنها أحد، ولكن نظرا لانتقاله إلى عرعر أُجبر على أن يوصيني بالاهتمام بكثير من الأسر المحتاجة التي كان يرعاها ويهتم بها".

وذكر وفقا لصحيفة "مكة" أن للبلوي مواقف عديدة معه شخصياً، حيث كان كثيرا ما يتفاجأ بأنه وراء حل عدد من المعضلات التي كانت تعترض طريقه على الرغم من مرور سنوات عليها.

ونوه إلى أنه خلال مراسم الدفن لاحظ أن أحد أبناء الفقيد كان يبكي بحرقة، ما جعله يقترب منه ويطالبه بأن يكون قويا، وأن يفتخر بأبيه الذي رفع رأس كل رجل أمن بفدائيته وشجاعته.