أعلن داعية سعودي عن مقترحٍ بتأخير صلاة العشاء، لينادى ﻷذانها في جميع مدن وقرى السعودية في توقيت موحد هو الساعة التاسعة مساء، فيما تظل بقية الفروض تُؤدى أول وقتها، مفصلاً أدلة وفوائد هذا المقترح خاصة حال تطبيق قرار إغلاق المحال عند الساعة التاسعة.

وقال المأذون الشرعي والداعية الإسلامي عبدالعزيز بن علي الكناني إن ذلك يأتي لجواز أداء الصلاة في وسط وقتها أو في آخره، وﻷن اﻷدلة دلّت على أن اﻷفضل هو تأخير صلاة العشاء.

وأشار الكناني إلى أن "موقوتاً" في قول الله تعالى: (إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً) معناها "مفروضاً، فلا تصح الصلاة قبل وقتها إلا العصر أو العشاء عند الجمع للمسافر أو المريض، أو عند المطر الشديد، وكذلك لا تصح بعد وقتها إلا الظهر والمغرب إذا نوى الإنسان الجمع كأن يكون مسافراً أو مريضاً، ومن نام عن صلاة أو نسيها فيصلها إذا ذكرها، لا كفارة لها إلا ذلك.

وأضاف وفقاً لصحيفة "سبق": "الصلاة على وقتها هي أحب اﻷعمال إلى الله تعالى، وأن وقت الصلاة له أول ووسط وآخر، وللإنسان أن يصلي في أيهم شاء، وأنه تجوز الصلاة في وسط الوقت وآخره كما هي جائزة في أوله".

وتابع أن النبي صلى الله عليه وسلم بيّن مواقيت الصلاة من كذا إلى كذا، فمن أداها فيما بين أول الوقت وآخره فقد صلاها في الزمن الموقوت لها، منوهاً إلى ما جاء في صحيح مسلم من أن النبي -صلى الله عليه وسلم- صلى في اليوم اﻷول الصلوات في أول الوقت وصلاها في اليوم الثاني في آخره، وقال: (الوقت بين هذين).

وذكر الكناني ما قاله الإمام النووي في "شرح المهذب" من إجماع العلماء على جواز أداء الصلاة في آخر وقتها، فإنه لو كان شخص أو مجموعة في مكان ليس فيه سواهم كأن يكونوا في رحلة أو مهمة، أو ما شابه ذلك، فلهم أن يتفقوا على الصلاة في أول الوقت أو وسطه أو آخره، بما يرونه مناسباً لهم ولظروفهم ما داموا في وقت الصلاة.

وأردف أن المعمول به في مدن وقرى المملكة، وهو الصلاة في أول الوقت هو طاعة لولاة اﻷمر، وفيه مصلحة للناس، قائلا: "من هذا المنطلق فإن لدي اقتراح قد يُناسب حال الناس في مملكتنا الحبيبة، ولمن أراد العمل به في بقية حكومات المسلمين، وهو موافق للشرع الحنيف، ومتناسب مع راحة الناس ومصالحهم الدنيوية، وليس فيه أي محذور شرعي".

وشرح الكناني مقترحه بالقول: "مقترحي هو أن تبقى جميع الفروض تؤدى في أول وقتها، ما عدا صلاة العشاء، بأن ينادى ﻷذان العشاء في جميع مدن وقرى المملكة الساعة التاسعة مساءً، لجواز أداء الصلاة في وسط وقتها أو في آخره كما تقدم، وﻷنه دلت اﻷدلة على أن اﻷفضل هو تأخير صلاة العشاء، ومن ذلك ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه خرج ذات ليلة وقد ذهب عامة الليل فقال: (إنه لوقتها لولا أن أشق على أمتي)، لافتا إلى أن تأخير أذان العشاء معمول به في المملكة في كل عام، في شهر رمضان المبارك.

واختتم بالقول: "هذا الاقتراح موافق للسنة بتأخير العشاء، وفيه فائدة عظيمة ﻷصحاب المحلات التجارية وللمتسوقين، بحكم أنه سوف يكون هناك وقت كاف جدًا من بعد صلاة المغرب إلى أذان العشاء، بخاصة حال تطبيق القرار الجديد الداعي إلى إغلاق جميع المحلات التجارية الساعة التاسعة مساءً، مع ملاحظة أن يبقى تقويم أم القرى كما هو، بحيث يجوز للمرأة أو الطفل الصغير الذي يخشى نومه مبكراً أو المضطر للنوم المبكر، أن يصلي بعد الوقت المذكور بالتقويم بربع أو ثلث ساعة".