يجلس العم محمد ناصر النمري الذي تجاوز السبعين من عمره، بكل وقار على مقعده الدارسي أمام طاولة صغيرة، تغمره السعادة وهو يتلقى العلم من خلال التحاقه بالصف الأول متوسط، ولم تسجل عليه إدارة المدرسة أو معلموه أي تأخر أو غياب، على الرغم من انشغاله بتدبير شؤون الحياة لأسرته.

وبين العم النمري أنه كان موظفا في إدارة الأوقاف، ودرس الابتدائية في زمن عبدالله بن سليمان الحصين رحمه الله الذي شغل منصب مدير تعليم الطائف من عام 1382هـ إلى 1394هـ، إلا أنه لم يتمكن من مواصلة الدراسة أثناء عمله بالأوقاف، وبعد تقاعده عانى كثيرا وتعلم على الآلة الكاتبة، وحين سمع أن مدرسة حطين تدرس الكبار أسرع إلى الالتحاق بها بداية العام، وقد وجدت الاهتمام منهم، مبينا أنهم دربوه على الحاسب الآلي.

وذكر أن مدير المدرسة خالد الفقار كلف أستاذ الحاسب بالعناية به، فكان يختصه بحصص إضافية ليعلمه الحاسب الآلي ومبادئه.

وقال النمري: لم ألتحق بالمدرسة رغبة في الشهادة بعد أن كبر سني ولكني أريد أن تحفني الملائكة بأجنحتها فحرصت إلى تعلم العلوم الشرعية مع العلوم الطبيعية وقد عقدت العزم بإذن الله على إكمال مشواري فقد وجدت الاهتمام والرعاية من جميع المعلمين، ولم تشهد علي المدرسة أي غياب ولله الحمد فالمعلمين يعاملونني كأب وليس كدارس مما زادني حبا للمدرسة».

وقدم العم النمري كل الشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله، وصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، وجميع منسوبي التعليم في الطائف وعلى رأسهم مدير التعليم الدكتور محمد الشمراني ومدير مكتب التربية والتعليم بشرق الطائف فهاد الذويبي.