أكد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أن مجلة "شارلي إبدو" ستظل مستمرة هي وقيمها، وذلك بعد نفاد النسخ الجديدة من المجلة الساخرة خلال ساعات.
وقال هولاند إن " مجلة شارلي ابدو مستمرة وستحيا فينا".
وجاءت تصريحات هولاند في الوقت الذي طالبت فيه السلطات الفرنسية النيابة العامة باتخاذ اجراءات حازمة ضد الأشخاص الذين يدعمون الارهاب ويقومون بنشاطات معادية للسامية.
وقالت وزيرة العدل، كريستينا توبيرا،إنه " يجب التصدي وبطريقة حازمة ضد أي شخص يستخدم عبارات أو يقوم بأفعال تنم عن الكراهية".
وسجلت أكثر من 50 قضية لأشخاص عبروا عن دعمهم للارهاب منذ الهجوم على مكتب "شارلي إبدو" في باريس الذي راح ضحيته حوالي 17 شخصاً.
وأفادت تقارير بأن الممثل الساخر الشهير ديودوني الذي حققت معه السلطات سيمثل أمام المحكمة بعد مزاعم أنه أبدى تعاطفاً مع المسلح الذي قتل الشرطية الفرنسية وهاجم المتجر اليهودي.
"نسخة الناجين"
وقال الرئيس الفرنسي بعد إصدار النسخة الجديدة من المجلة الساخرة إنه " يمكن للمرء قتل الرجال والنساء، ولكن لا يمكنه قتل افكارهم".
وأكد أن المجلة "ولدت من جديد" بعد مرور اسبوع على الهجوم الدموي عليها.
وبلغ عدد النسخ المطبوعة من العدد الأخير خمسة ملايين بعدما كانت تطبع في الماضي 60 الف نسخة اسبوعياً.
وطبع العدد الجديد بست لغات، من بينها الإنجليزية، والعربية، والتركية، وستخصص عوائد العدد لأسر ضحايا الهجوم.
وقتل 8 صحفيين من بينهم رئيس تحرير مجلة "شارلي ابدو" و4 آخرين خلال الهجوم الذي شنه الاخوان سعيد وشريف كواشي الأسبوع الماضي.
وبعد مرور يومين، قتل مسلح آخر يدعى اميدي كوليبالي 4 أشخاص واحتجز عددا آخر في متجر يهودي. ويعتقد أن كوليبالي هو المسؤول عن مقتل شرطية فرنسية في اليوم الذي سبق هجومه على المتجر اليهودي.
وكانت قوات الأمن الفرنسية قد قتلت الاخوين كواشي بعد ثلاثة أيام من الهجوم على "شارلي ابدو" أثناء اختبائهم في مطبعة في بلدة دامارتان غويل شمال شرقي باريس ونجحت في تحرير رهينة كانا يحتجزانها.
وفي عملية أخرى، داهمت قوات الأمن المتجر الذي احتجز فيه الرهائن وقتلت المسلح كوليبالي.
"العالم يتهاوى"
وكان تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب أعلن مسؤوليته عن الهجوم على مجلة "شارلي إبدو" في تسجيل فيديو، إلا أنها لم ترفق بأي دليل يدعم هذه المزاعم.
وقال التنظيم إنه "خطط ومول الهجوم على المجلة وذلك ثأراً للإساءة للنبي محمد".
وقال محامي زوجة سعيد كواشي لبي بي سي إنه " لم يكن لديها اي فكرة ان زوجها كان متطرفاً"، مضيفاً أنه "قبّل زوجته قبل خروجه من المنزل لزيارة أخيه، وذلك قبل ساعات من الهجوم على مجلة شارلي ابدو".
وأضاف " لا تستطيع استيعاب ما جرى، تشعر بأن العالم يتهاوى من حولها".