فند نائب القنصل السعودي في نيوزيلندا محمد فؤاد جستنيه مزاعم الصحف النيوزيلندية التي ما زالت تصر على أن طالبا سعوديا اعتنق المسيحية اختطف وأجبر على العودة إلى السعودية دون إرادته، مشيرا في تصريح لـ»مكة» إلى أن الطالب المبتعث كان يعاني من اضطراب نفسي، كما أن لدى السفارة كل الإثباتات على أنه سافر إلى السعودية بمحض إرادته، محذرا من خطورة قطع المكافأة المالية عن الطالب المبتعث من قبل الملحقيات الثقافية دون تنسيق مسبق مع رئيس البعثة سواء السفير أو القنصل العام، ما قد يوقع الطالب المبتعث فريسة لمن قد يستغلونها كنقطة ضعف لتنفيذ مخططاتهم السيئة.
اضطراب نفسي
وأضاف جستنيه أن الطالب قدم إلى نيوزيلندا 2008 للدراسة على حسابه، والتحق بالبعثة لاحقا، ثم أوقفت وزارة التعليم البعثة عنه قبل عامين من مغادرته إلى السعودية في نهاية 2014، بسبب عدم اجتيازه لمرحلة اللغة وعدم انضباطه في الحضور، مشيرا إلى أن الطالب المبتعث كان يعاني من اضطراب نفسي ويتناول أدوية مضادة للاكتئاب قبل مجيئه إلى نيوزيلندا وأن فصله من البعثة فاقم وضعه الصحي، إضافة إلى معاناته من إعاقة حركية بفعل إصابته بشلل أطفال، مشيرا إلى أن لدى القنصلية تقارير طبية تثبت ذلك.
وقال نائب القنصل إن الطالب المعني، وقع تحت تأثير شخص مسيحي من جنسية عربية، خلال العامين السابقين لمغادرته نيوزيلندا، استطاع أن يؤثر عليه، وضمه لجماعة بحسب ما أبلغ زملاء سعوديون له القنصلية، مؤكدين اعتناقه للمسيحية، وأن الجماعة المسيحية التي وثق صلته بها تمكنت من استخراج إقامة له في نيوزيلندا لكنه لم يحصل على الجنسية، وزودته بمبالغ مالية قليلة لم تكف احتياجاته الأساسية، وفق ما أبلغه شقيقه للقنصلية عقب حضوره إلى نيوزيلندا لتفقد أحواله حيث وجده في وضع سيئ ماديا وصحيا.
سفر الطالب
وقال جستنيه إن والدة الطالب كانت في الفترة نفسها تتواصل مع القنصلية طالبة منا إقناعه بالعودة، وأخبرناها أننا لا نستطيع إجباره على العودة لكن بإمكانها الاتصال به ومحاولة إقناعه للعودة، وأن القنصلية ستوفر له التذاكر فور موافقته على العودة، وهو ما حصل بالفعل حيث اتصلت والدته في فترة لاحقة قائلة إن ابنها اقتنع بالعودة للسعودية، وحين اتصلت به القنصلية أصر على العودة في اليوم ذاته، مشيرا إلى أن لدى القنصلية محادثاته على الجوال التي تثبت ذلك، مبينا أن الطالب سافر لوحده دون رفقة من أحد عدا مساعد رئيس النادي الطلابي الذي أوصله إلى المطار، مشيرا إلى أنه يقيم حاليا مع عائلته في جدة، وقال إن مغادرته الفجائية دون إبلاغ أحد من الجماعة التي كان مرتبطا بها هي السبب في كثرة اللغط والأقاويل التي ما زالت الصحف النيوزيلندية تطلقها، منوها بأن القنصلية أدت واجبها كاملا تجاه الطالب، وأطلعت وزارة الخارجية على كل ما يتعلق به، كما صرحت للصحف النيوزيلندية بكامل الحقيقة.