ندد الأزهر الشريف وعددٌ من الدعاة والسياسيين والكتاب، بإعدام الطيار الأردني معاذ الكساسبة حرقاً وهو حي، على أيدي مسلحي "داعش"، أمس الثلاثاء، وأكد جميعهم أن جرائم التنظيم تشوه صورة الإسلام، وستؤجج نار الحرب المشتعلة في المنطقة.

واستنكر شيخ الأزهر أحمد الطيب في بيان أصدره اليوم، ما وصفه بـ "العمل الإرهابي" الذي أقدم عليه تنظيم "داعش الإرهابي الشيطاني"، من حرق الطيار الكساسبة، مطالباُ بتطبيق حد الحرابة بالجناة.

وقال الدكتور محمد النجيمي الخبير بمجمع الفقه الإسلامي بجدة، عبر حسابه بموقع "تويتر"، إن قتل "داعش" للطيار الكساسبة، حرقاً، جريمة كبرى في الإسلام، مطالباً علماء المسلمين ودعاتهم بتبيين خطر هذا التنظيم على الإسلام والمسلمين.

الشيخ عبدالعزيز الفوزان عضو مجلس هيئة حقوق الإنسان، من جهته، أبدى استهجانه، لما قام به عناصر التنظيم، من حرق الطيار الأردني ونشر صور إعدامه، غير آبهين، وتساءل: أي تشويه للإسلام أعظم من هذا؟! وبأي شريعة يحل تحريق الأسرى أو ذبحهم كذبح الشياه؟!

بدوره، أكد الدكتور سعد الدريهم، في تغريدات متتابعة، بطلان الحجة التي ساقها داعش لحرق الطيار بهذه الطريقة الشنيعة، متمنياً أن يجعل هذا الحادث العالم يستفيق من سكوته عن هذه الفئة المجرمة، ويفضحها، بحسب تعبيره.

وأكد الدكتور علي القرة داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أن داعش أشد قسوة وخطراً على المسلمين من غير المسلمين، حيث قتل مسلحوه الرهينة الياباني البوذي "ذبحاً"، فيما أحرقوا الطيار الأردني المسلم حياً، مشيراً إلى أنهم أبعد ما يكونون عن الإسلام وتعاليمه.

من جهتهم، أكد عدد من الكتاب والسياسيين رفضهم إعدام "داعش" للطيار الكساسبة، حيث أكد مدير عام قناة "العرب" الإخبارية جمال خاشقجي أن هذه الجريمة، ستزيد من عداء العالم للتنظيم، مؤكداً أن الأردن ومنطقة الشرق الأوسط باتت مستعدة أكثر من أي وقت مضى لتدخل عسكري واسع ضد داعش .

وتوعد "خاشقجي" عبر حسابه في "تويتر" بحظر المتعاطفين مع التنظيم، قائلاً: "الليلة سأبلك أي داعشي أو متعاطف أو مبرر لداعش".

إلى ذلك، اعتبر الكاتب السياسي الدكتور خالد الدخيل، أن الجرائم المتكررة لداعش، تعكس ما أسماها بحالة "التفسخ السياسي" العربي، الذي بدأ قبل اندلاع الثورات العربية، مرتئياً أنها ستعزز فكرة أن العالم العربي أصبح يعيش زمن الميليشيات، في ظل مؤشرات فشل عدة دول عربية، بحسب تعبيره.

فيما يقول الكاتب بصحيفة "الحياة" عبدالعزيز السويد أن عملية قتل الطيار الأردني، تؤكد أن المهمة الاستراتيجية لداعش هي إبقاء النار مشتعلة في البلاد العربية، مشيراً إلى أن التنظيم الذي تنامى نفوذه في سوريا والعراق، هو من منتجات سياسات الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش، ورئيس وزراء بريطانيا الأسبق توني بلير، الخاطئة والمعززة للطائفية في المنطقة.

وكان تنظيم "داعش"، نشر مساء أمس الثلاثاء، على الإنترنت، تسجيلاً مصوراً، يظهر فيه قتل الطيار الأردني معاذ الكساسبة حرقاً بالنار، وهو حي، وذلك قبل أن يطمره بالحجارة.