وصف شيخ الأزهر، أحمد الطيب، ما يجري في المنطقة بأنه "بلاء شديد" متمثل في "جماعات العنف والإرهاب الغريبة عن الإسلام عقيدة وشريعة وأخلاقاً وتاريخاً وحضارة" وهاجم تنظيم داعش دون تسميته قائلا: "كدنا نعتاد أساليبهم المتوحشة وممارساتهم اللاإنسانية في تنفيذ جرائمهم البشعة."
وتابع الطيب، في كلمته أمام مؤتمر بالسعودية لمناقشة ظاهرة الإرهاب بالقول: "وكأنهم يتحرقون تحرق الظمآن إلى القتل وقطع الرؤوس وحرق الأبرياء وهم أحياء، وإشاعة للذعر والخوف والرهبة في قلوب الناس بل إن هؤلاء المجرمين بلغوا من قسوة القلب أنهم كانوا يتقاذفون رؤوس القتلى بين أرجلهم، ويلعبون بها وهم يضحكون."
وتطرق الطيب إلى تفسير ظاهرة الإرهاب فشكك في مسؤولية الفقر والقمع الأمني بمفردهما عن ذلك بالقول: "الفقر ليس أمراً مستحدثاً في دنيا الناس وإنما هو أمر قديم ربما قدم الإنسان نفسه" مضيفاً: "السجون ليست السبب الأوحد في النزعة التكفيرية واستفحالها وتوحشها، وهي وإن كانت من أقوى الدوافع إلا أن هناك أسبابا أكثر عمقا يجب أن تؤخذ في حسبان لقائنا هذا الذي يحاول ما وسعته المحاولة أن يكفكف قليلاً أو كثيراً من غلواء هذا الشر المستطير."
ورأى شيخ الأزهر أن أبرز أسباب ظاهرة الإرهاب هي "التراكمات التاريخية لنزعات الغلو والتشدد في تراثنا التي نشأت من تأويلات فاسدة لبعض نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية وأقوال الأئمة" معتبرا أن تلك التأويلات "تحكم على من يخالفها بالكفر وبالخروج من الملة" وأضاف: "هؤلاء ما كانوا ليقدموا على نبذ هذه الحدود الشرعية لولا أنهم يعتقدون اعتقاداً خاطئاً زائفاً بأنهم قادة جيوش مسلمة ضد شعوب كافرة وفي ديار كافرة."
وحض شيخ الأزهر على "إحكام السيطرة التعليمية والتربوية في المدارس والجامعات" داعيا إلى مناهج دراسية "تصحح المفاهيم المغلوطة والملتبسة حول قضايا شغلت الأذهان والعقول مثل قضية الجهاد وقضية التكفير وخطر الفرقة والتنازع وأنه طريق معبد للفشل الذريع" وفقا لما نقلت عنه وكالة الأنباء السعودية.