وسط مطالب بزيادة عدد شركات النفايات الطبية المعتمدة لإتلاف الأدوية، شددت وزارة الصحة من إجراءاتها في تتبع ومراقبة الأدوية الطبية منتهية الصلاحية في الصيدليات التابعة للمستشفيات والمراكز الصحية ومخازنها، فيما دعا مختصون من وكلاء وممثلي الأدوية إلى ضرورة فك الاحتكار في مجال إتلاف الأدوية، والذي تجبر خلاله المنشآت الطبية والصيدليات الأهلية على التعاقد مع شركة واحدة للقيام بهذه العملية.

وأكد لـ"مكة" مصدر رقابي بوكالة الوزارة أن الجولات الميدانية على الصيدليات والمراكز والمستشفيات الأهلية تشمل مراقبة المخزونات وطريقة تخزين الأدوية، والمسؤولين عن تخزينها والتأكد من التصاريح لتلك الجهات كون بعضها يحتاج إلى تجديد، مشيرا إلى أن التوجيهات مشددة فيما يتعلق بتطبيق العقوبات على الجهات المخالفة للتعليمات المنظمة لتخزين أو إتلاف الدواء، وضرورة وجود عقود مع الجهة المسؤولة عن الإتلاف، وستستمر الجولات الميدانية بشكل دوري.

وطالب عضو لجنة الأدوية بغرفة جدة أنس زارع، بزيادة عدد الشركات المسؤولة عن إتلاف النفايات الطبية بجدة وعدم حصر ذلك في شركة واحدة، لافتا إلى أن تاريخ صلاحية الدواء يأخذ في الحسبان عند كتابته فترة مرنة تحوطا، فالأدوية التي تحدد أنها تنتهي بنهاية الشهر الميلادي إذا لم يذكر اليوم فذلك لا يعني بداية الشهر وإنما نهايته، أما التي يحدد فيها اليوم فهذا تاريخ محدد سلفا، إلا أن من المهم العناية بتخزين الدواء وظروف العناية به لأنه يمكن أن ينتهي بفعل التخزين السيئ، فكل صيدلية ومستشفى ومركز صحي لا بد من أن توفر مكانا مخصصا وحيزا لتخزين حتى الأدوية منتهية الصلاحية حتى تأتي الجهة المسؤولة عن إتلافها وتتسلمها رسميا.

وقال الدكتور عبدالمحسن الشنيف، مستثمر في مجال الصيدليات، إن السعودية هي أحد الأسواق العالمية المستقرة والتي تشكل وجهة لشركات الأدوية وحجم هذا السوق يزيد عن خمسة مليارات ريال، كما أن الشركات المستثمرة فيه تتجاوز 700 شركة وهو ما خلق حاجة ملحة لمراقبة حركة الدواء سواء عمليات التوزيع أو البيع عبر منافذه الطبية أو من خلال عمليات الإتلاف، مشيرا إلى أن المشكلة تتعلق بعدم تدقيق مسؤولي بعض الجهات الطبية الأهلية خاصة الصيدليات في تواريخ الأدوية الموزعة وهو ما خلق شكاوى متكررة من شراء أدوية منتهية الصلاحية فالمسؤول عنها في الأساس هو الصيدلي أو المشرف كما أن تأخير استلام الدواء المعد للإتلاف والتخلص منه أمر سلبي ويؤثر على الثقة بتلك الجهات.