ارتدى الرئيس السابق للهيئة الوطنية لمكافحة الفساد "نزاهة" محمد الشريف عباءة المواطن ليوجه تساؤلا أشغل باله منذ أن عمل في مجال مكافحة الفساد لنائب المدير الإداري في منظمة الشفافية ميكلوس مارشال، المتمثل في سبب انتشار الفساد في معظم دول العالم وبالذات المالي والإداري، مستشهدا بأن مؤشر الفساد يبين أنه ينتشر وليس العكس رغم الجهود الدولية الساعية للحد منه واجتثاثه.

وبين مارشال في إجابته عن استفسار رئيس نزاهة السابق أن المؤسسات القضائية عندما لا تستطيع القيام بدورها الحقيقي الممثل في إبداء الرأي والقدرة على إصدار الأحكام باستقلالية فمن الطبيعي أن يرتفع معدل الفساد وتبحث المجتمعات عن مؤسسات رقابية أكثر سطوة ونزاهة، ونجاح هذه المؤسسات من عدمه يعود لمدى عزم الحكومات وحرصها على الشفافية والنزاهة وحفظ المال العام.

كما عزا نائب المدير الإداري في منظمة الشفافية ارتفاع مؤشر الفساد العالمي رغم الجهود المبذولة من الدول والمنظمات إلى اختلاف المعايير للفساد وحدوده من وقت لآخر، مؤكدا أن ما كان قبل 30 عاما يعد أمرا عاديا ربما يعد اليوم فسادا صريحا يعاقب عليه القانون. وعول مارشال على دور الإعلام العالمي الذي يعد شريكا مهما للمنظمات المهتمة بمكافحة الفساد.