أعلنت عائلة الأسد موت واحد من أهم أفرادها، الجمعة، وهو فواز جميل الأسد ابن عم بشار الأسد، وذلك بعد مرضه عدة سنوات، حيث كان يعاني من "تليف الكبد"، وقال بعض سكان المدينة إنه أصيب بالمرض بسبب شراهته في تعاطي المخدرات والمشروبات الكحولية، ويأتي موت فواز بعد مضي أسبوعين تقريباً على مقتل ابن عمه وشريكه محمد توفيق الأسد الذي اغتيل في القرداحة.

من فواز الأسد؟

يُعرف فواز الأسد في اللاذقية بـ"الحاكم"، وذلك لتشبيحه اللامتناهي لسنوات طويلة، حتى إن أحد شباب اللاذقية علّق على موته، بقوله: "أهل اللاذقية سعداء بموت فواز أكثر من سعادتهم بموت أي شبيح غيره".

ويعتبر فواز الأسد الملقب بـ"أبو جميل" أحد كبار الشخصيات التشبيحية في مدينة اللاذقية، وقد عانى من إجرامه معظم سكان المنطقة الساحلية، وهو ابن جميل أخ حافظ الأسد.

كان حافظ الأسد يعتمد بصورة كبيرة على إخوته وأقاربه (من جيله) بشكل خاص، ثم ما لبث أن وجه اهتمامه إلى الجيل الجديد من أبناء الأسد وغيرهم من المسؤولين فيما بعد 1995 تقريباً.

في منتصف الثمانينيات 1986 بدأ اسم فواز الأسد يطغى على اسم أبيه في اللاذقية، وبقيت حكايات التشبيح داخل اللاذقية لفترة طويلة نظراً للرعب الشديد من أن يحاول أي مواطن رواية ما يحدث داخل المدينة.

تقاسم فواز الأسد وأخوه منذر تجارة الممنوعات عن طريق البحر من قبرص ولبنان، وزوّدوا قوارب التهريب بمدفعيات مضادة للطيران، لدرجة أنه - وبحسب "ناشطين" - وقع في عام 1988 اشتباك بين عصابات فواز الأسد والبحرية السورية، وأطلق على إثرها فواز الأسد النار على طائرات الهليكوبتر التابعة للبحرية السورية، وقدمت شكوى بحقه للرئيس حافظ الأسد إلا أن الموضوع طوي حينذاك.

كما كانت عصابات فواز ومنذر مسؤولة عن تأمين طريق المخدرات، الذي يمر من سهل البقاع اللبناني والهرمل إلى تركيا فأوروبا.

التشبيح

لم يأتِ لقب "حاكم اللاذقية" لفواز الأسد من لا شيء، إذ عرف بعصاباته التشبيحية في الساحل، وأثار الرعب والخوف، ويُروى الكثير من الحكايات من شهود عيان عن ممارساته اليومية.

ومن إحدى أشهر قصص فواز الأسد أنه في عام 1992 حاول فواز الأسد اختطاف ابنة ضابط كبير من "الطائفة العلوية"، فتدخل عمه حافظ الأسد لحل الخلاف لتجنب وقوع خلاف داخل الطائفة، مما اضطر هذا الضابط إلى الهجرة هو وعائلته خوفاً على ابنته من فواز الأسد.

يذكر أن لفواز الأسد وقبله هلال الأسد الذي قتل قبل فترة أيضاً، اليد الطولى في إجبار الشباب الرافض للتطوع في اللجان الشعبية، التي أرهبت سكان اللاذقية منذ بداية الثورة في سوريا، واضطلع هو ورجاله بإجبار المتخلفين عن الخدمة العسكرية بالالتحاق بها، ويبقى شباب اللاذقية أكثر الفرحين بموته