نفى الأمين العام لجامعة الدول العربية، الدكتور نبيل العربي، تصريحات منسوبة إليه تناقلتها بعض الصحف، جاء فيها أنه يتوقع أن "عقوبات الحظر الجوي ضد سوريا سوف تدخل حيز التنفيذ قريباً.. وأن النظام السوري في النهاية، لن يستجيب للمبادرة العربية."
وقال الأمين العام للجامعة العربية، في بيان تلقته CNN بالعربية الأربعاء: "أستغرب نقل مثل هذه التصريحات والأحاديث غير الدقيقة، في الوقت الذي ما زالت فيه الجهود والاتصالات جارية، من أجل تذليل العقبات، التي تعترض مهمة بعثة مراقبي جامعة الدول العربية، إلى سوريا، وإنجاح خطوات الحل العربي."
وأكد العربي أن اجتماعي اللجنة الوزارية العربية، ومجلس الجامعة الوزاري، المقرر عقدهما السبت المقبل، سوف يبحثان هذا الموضوع من كافة جوانبه، في ضوء ما استجد من مواقف عربية ودولية، وما أسفرت عنه الاتصالات والمراسلات الجارية مع الحكومة السورية من نتائج.
وأعرب الأمين العام عن "قلقه البالغ من استمرار وتصاعد أعمال العنف في أنحاء مختلفة من سوريا، وخاصةً في مدينتي حمص وإدلب، والتي أدت خلال الأيام القليلة الماضية إلى سقوط العشرات من الضحايا"، داعياً إلى "الوقف الفوري لجميع أعمال العنف، وسحب المسلحين والآليات العسكرية"، تنفيذاً لبنود خطة الحل العربية.
وفي سوريا، ذكرت وكالة الأنباء الرسمية "سانا" أن "حشود من المواطنين" عبرت، في تجمع لها بساحتي "الحجاز" و"المحافظة" بدمشق الثلاثاء، عن رفضها لقرارات الجامعة العربية، وسياسة العقوبات التي انتهجتها الدول الغربية بحق سوريا، مؤكدة دعمها لـ"برنامج الإصلاح الشامل"، بقيادة الرئيس بشار الأسد.
ونقلت الوكالة عن إحدى المشاركات، وتدعى لبنى محمود، قولها إن "مشاركتي في هذا الحشد من منطلق محبتي لوطني، ورفض كل ما يستهدفه من عقوبات وحصار"، وفيما ذكرت أن "هذه العقوبات أثرت على كل المواطنين"، فقد شددت على قولها إن "السوريين لن يستجيبوا لكل ما يأتي من الخارج."
وميدانياً، أفادت "لجان التنسيق المحلية للثورة السورية"، بسقوط ما يزيد على 19 قتيلاً الأربعاء، بينهم امرأة وطفل واحد على الأقل، منهم ثمانية قتلى سقطوا في مدينة "حمص"، وستة في "حماة"، واثنين في "درعا"، بالإضافة اثنين في "دمشق"، وواحد في "القامشلي."
وفي وقت سابق الأربعاء، أكد "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، الذي يتخذ من العاصمة البريطانية لندن مقراً له، سقوط خمسة قتلى على الأقل في "حماة"، بعد استهداف سيارتهم من قبل القوات الموالية لنظام الأسد، فيما قُتل ثمانية جنود حكوميين، في هجوم شنه "منشقون" عن الجيش، على أربع سيارات عسكرية.
وقتل مدني في مدينة درعا، بينما أُصيب ثلاثة من العناصر المنشقة، التي انضمت إلى صفوف المعارضة المناهضة لنظام الأسد، خلال اشتباكات مع قوات الأمن في قرية "اللجات"، كما أشار المرصد السوري إلى أن القوات الحكومية اقتحمت مدينة "الحراك" بالدبابات والمدفعية الثقيلة وناقلات الجنود المدرعة.
يشار إلى أن CNN لا يمكنها تأكيد صحة هذه التقارير بشكل مستقل، نظراً لرفض السلطات السورية السماح لها بالعمل على أراضيها.
وكانت الأمم المتحدة حصيلة قد رفعت عدد ضحايا حملة القمع التي يشنها نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، ضد المعارضين المناوئين للحكومة، إلى ما يقرب من خمسة آلاف قتيل، منذ بدء الاحتجاجات التي تنادي بإسقاط النظام، في مارس/ آذار الماضي.