نفى الأمين العام للاتحاد السعودي لكرة القدم أحمد الخميس وجود أي مخاطبات مع الاتحادين القاري أو الدولي بشأن طلب نقل مباراة المنتخب السعودي ضد المنتخب الفلسطيني ضمن تصفيات آسيا المؤهلة للمونديال، من الأراضي الفلسطينية إلى دولة أخرى محايدة يختارها الفلسطينيون، و«ذلك لكون السعودية لا ترتبط بأي نوع من العلاقات مع إسرائيل التي تتولى إدارة كل المنافذ إلى الأراضي الفلسطينية حتى الواقعة منها تحت سيطرة السلطة في رام الله».

وقال الخميس لـ«الشرق الأوسط»: «لم نقم بأي إجراء بشأن المباراة ومكان إقامتها وننتظر التوجيهات من الجهات العليا بهذا الشأن».

يأتي ذلك في الوقت الذي كشف مصدر مسؤول في الاتحاد السعودي، رفض ذكر اسمه، وجود عدة خيارات على طاولة الاتحاد ستتم مناقشتها، مشيرا إلى أن الوصول إلى حل ودي مع الاتحاد الفلسطيني لنقل المباراة إلى الأردن «خيار مناسب جدا».

وتابع حديثه: «يمكن أيضا نقل المباراة إلى أي دولة خليجية توجد بها جالية الفلسطينية كبيرة للاستفادة من الدعم الجماهيري، ولكن في حال أصر الاتحاد الفلسطيني على عدم نقلها، فسيكون الخيار هو السفر لساعات فقط إلى الأراضي الفلسطينية، كما حصل في إحدى المباريات التي ألزم فيها المنتخب السعودي بخوض مباراة أمام تايلاند في بانكوك والتي لا ترتبط كذلك بأي علاقات مع السعودية، حيث سافر المنتخب عن طريق إحدى الدول المجاورة وتمت المغادرة بعد نهاية المباراة مباشرة، وعموما ذلك لا يمكن أن يتم دون موافقة رسمية من الحكومة السعودية».

في المقابل بين رئيس الاتحاد الفلسطيني جبريل الرجوب لـ«الشرق الأوسط» أن هناك شخصيات عربية ممن لا ترتبط دولها بعلاقات دبلوماسية مع العدو الإسرائيلي زارت الأراضي الفلسطينية مؤخرا مما عزز من معنويات الفلسطينية وأسهم في الكسر المعنوي للحصار الذي تود إسرائيل أن تفرضه على الأراضي الفلسطينية من كل النواحي وتقطع علاقات الفلسطينيين بأشقائهم العرب.

وبين أن الفرق الفلسطينية تخوض منافساتها القارية على أراضيها حتى أن هناك فرقا من دول عربية مثل العراق زارت فلسطين لخوض مباريات رغم أنه لا يوجد هناك علاقات بين العراق وإسرائيل، وهناك فرق عربية بكل تأكيد ستخوض مبارياتها على الأراضي الفلسطينية في المستقبل القريب.

وحول تلقي الاتحاد الفلسطيني أي طلبات رسمية من الاتحادين السعودي والإماراتي لإقامة المباراتين ضد منتخبي البلدين خارج الأراضي الفلسطينية، قال الرجوب: «لم يحصل، وكل ما حصل لا يعدو أحاديث ودية كانت أثناء اللقاءات في الكونغرس الآسيوي نهاية أبريل (نيسان) الماضي ولكننا مصرون على خوض المباراتين على أرضنا للأسباب التي ذكرتها والفلسطينيون جميعا مقتنعون بها».

من جانبه قال عضو الاتحاد الإماراتي لكرة القدم راشد الزعابي أنهم تحدثوا وديا مع المسؤولين الفلسطينيين أثناء اللقاءات في الكونغرس الآسيوي الماضي في المنامة، ولكن هناك إصرارا فلسطينيا على إقامة المباراة على الأراضي الفلسطينية، كما لم يتم توجيه خطاب رسمي بهذا الشأن إلى أي من الجهات ذات العلاقة، مبينا لـ«الشرق الأوسط» أنهم سيجبرون على خوض المباراة هناك في الأراضي الفلسطينية في حال لم يكن هناك خيار آخر.

وكشف عن قيامه شخصيا وضمن أحد الوفود بزيارة الأراضي الفلسطينية حيث كان ذلك متاحا عبر معبر إيرتز البري بالتنسيق مع الجانب الأردني أيضا.

يذكر أن مسؤولين فلسطينيين أعلنوا حضور المنتخب السعودي في مباراة تقام على ملعب فيصل الحسيني قرب القدس الشرقية المحتلة في 11 يونيو (حزيران) المقبل.

وقال المسؤولون إن هذه هي المرة الأولى التي سيلعب فيها الفريق السعودي في فلسطين، مشيرين إلى أنه سيحضر بدعوة من اتحاد كرة القدم الفلسطيني.

وتقدم الاتحاد الفلسطيني بطلب تعليق عضوية إسرائيل في الاتحاد الدولي فيفا احتجاجا على الإعاقات التي تفرضها على الرياضة الفلسطينية.

وقد أعلن الاتحاد الفلسطيني نقلا عن الاتحاد الدولي أن طلبه وضع على أجندة الفيفا في اجتماع الكونغرس في التاسع والعشرين من مايو (أيار) الحالي.

والتقى رئيس الاتحاد الدولي السويسري جوزيف بلاتر الأحد برئيسي اتحادي كرة القدم الفلسطيني والإسرائيلي جبريل الرجوب وعوفير عيني في زيوريخ.

ويذكر أن الرجوب قال لوكالة «رويترز» يوم أمس إن المنتخب الفلسطيني سيستضيف نظيره السعودي في الضفة الغربية 2018، وأكد: «تلقيت للتو رسالة من السعوديين يقولون إنهم سيأتون وهذه بادرة دعم كبيرة». وستصبح السعودية - بطلة آسيا ثلاث مرات والتي شاركت أربع مرات في نهائيات كأس العالم - أبرز منتخب وطني يزور الأراضي الفلسطينية منذ التصريح للاتحاد الفلسطيني بخوض تصفيات كأس العالم في 2011.

وأول مباراة في تصفيات كأس العالم تقام في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل كانت ضد أفغانستان في نفس العام واستضاف المنتخب الفلسطيني أيضا نظيره التايلاندي في استاد فيصل الحسيني.

ويمكن للاتحادات الوطنية مخاطبة الفيفا بنقل مبارياتها في التصفيات إن لم ترض عن الأوضاع الأمنية أو التجهيزات اللوجيستية.

ويتعين على الفرق الزائرة للأراضي الفلسطينية المرور عبر مناطق تفتيش ومراقبة تسيطر عليها إسرائيل.