أكد وكيل جامعة أم القرى الدكتور ياسر شوشو لـ"مكة" أن نظام البصمة الذي طبقته الجامعة أخيرا لإثبات حضور وانصراف الموظفين الكترونيا، نجح في القضاء على التسيب بنسبة 100% وفقا للتقارير الالكترونية للنظام، مشيرا إلى أن تجربة الجامعة طلبت في أكثر من جهة حكومية.
وقال: إن التحايل على البصمة لا يترك للاجتهادات، لأن نظام المتابعة سد كل الثغرات وهناك جولات ميدانية مكثفة تنفذها إدارة المتابعة سواء على مستوى الرجال أو النساء في فروع الجامعة المختلفة، إضافة إلى ورش تعقد لمديري الإدارات لمتابعة الموظفين ورفع تقارير عن مستويات أدائهم، مشددا على أنهم لا يلتفتون لطلبات استثناء بعض المنسوبين من هذا النظام، بل يتعاملون مع الهدف الأسمى التي تسعى الجامعة لتحقيقه.
وقاية صحية
وأضاف أن الجامعة راعت النواحي الصحية والوقائية في اختيارها لجهاز البصمة، بحيث لا يحتاج الموظف أن تلامس يده أي جزء من الجهاز منعا لنقل العدوى، ويتم تصوير بصمة الأصبع بصورة ثلاثية الأبعاد، مبينا أن هذا الجهاز يعد الأغلى من نوعه والأحدث مواصفات ويمكنه العمل بدون ارتباطه بشبكة الانترنت.
تحكم المستفيد
وأشار إلى نظام سيتم تطبيقه في شوال المقبل سيتيح للمستفيد أن ينشئ معاملته الكترونيا، ولا تكون بداية انطلاقها من الجهة الداخلية في الجامعة، وبذلك يستطيع متابعة كامل إجراءاتها.
العقبة الأولى
وعن تأخر إنجاز بعض المشاريع، وهل يعود ذلك لعدم كفاية مخصصاتها، أكد أن المخصصات المالية للجامعة جيدة، وأن أسباب تعثرها عامة على مستوى الدولة وليس بسبب قلة الميزانية، ولكن لأمور خارجة عن نطاق العمل، حيث إنها تكون أحيانا من خلال المقاولين ونظام العمل والعمال بالنسبة لهم، مشيرا إلى هذه تمثل العقبة الأولى، ليس فقط على مستوى الجامعة، فمن بداية تصحيح أوضاع العمالة الذي كان منعطفا هاما على مستوى الدولة ألقى ذلك بظلاله على كثير من المشاريع.
مواءمة الاحتياجات بالميزانية
وحول نسبة المشاريع من الميزانية الكلية للجامعة، قال: ما خرج ذلك عن الباب الأول، والذي يعنى بالرواتب والنفقات والمكافآت، والمتبقي كله مشاريع سواء كانت إنشائية أو تشغيلية أو صيانة وتجهيز وتأثيث، كما أن ميزانية الجامعة في تزايد، ونعمل على الموائمة بين الاحتياجات القائمة من خلال التوسع سواء داخل مكة المكرمة أو فروع الجامعة في المحافظات المختلفة، وبين الميزانية التي ترصد من وزارة المالية في كل عام.
تنمية الاستثمارات
وعن سعي الجامعة لتحسين مخرجاتها التعليمية من الدخل التي تتحصل عليها من حساباتها الخاصة، أوضح أن الجامعة لديها العديد من الموارد، وهذا هدف الدولة في التوجه نحو الاقتصاد المعرفي وكيفية تسويق هذه الموارد واستثمارها وتنميتها للوصول وفق جدول زمني معين لمرحلة الاكتفاء، وتكون هناك مواءمة بين دخل ومصروفات الجامعة.
ولا يكون الاعتماد على ما يصل من ميزانية الوزارة، مشيرا إلى أن الجامعة تتنوع مواردها اليوم بعكس السابق، من خلال توسع كمي وكيفي في مجالات استثمار الجامعة، ومنها: البرامج التعليمية والبحثية، والانتساب والتعليم الموازي، إضافة إلى مجال ريادة الأعمال والموائمة المنطقية بين هذا المجال وبين شركة وادي مكة للتقنية، التي بدأت انطلاقتها من خلال الجامعة، وستكون الجناح الاستثماري الأقوى لدعم الجامعة.
حق علمي
وحول كيفية استثمار صندوق الطالب، أبان شوشو أن له شقين، الأول على مستوى وزارة التعليم، بحيث يتم استثمار هذا الصندوق في كل جامعات المملكة من خلالها، والمتبقي لكل جامعة يتم من خلال استثمار المواقع التي تخص الطلاب داخل الجامعة، وتغطية احتياجات النفقات الطلابية وأنشطتهم في الداخل والخارج، لذلك الجامعة لا تنظر إلى أن يكون هناك عائد بقدر ما أن تقدم الخدمة الأمثل للطالب من خلال مشاركاته التي تعد حقا من حقوقه العلمية، وما زاد عن ذلك أيضا يستثمر في الجامعة.
لا للمحسوبيات
وعن دخول المحسوبيات في مناقصات الجامعة، قال لا نستطيع التشكيك في ذمم الناس، فأم القرى تنفذ ما يتصل بالإجراءات النظامية لهذه المناقصات، ولا مجال للمحسوبيات لأن التعامل مع الله أولا ثم مع أطهر بقعة، كما أننا مقيدون بلوائح وأنظمة وتعليمات تكفل الشفافية أمام الجميع، فالجامعة تخضع للرقابة المالية من قبل الجهات المعنية، وتنفذ كل اللوائح والأنظمة والتعليمات الخاصة بالمنافسات الحكومية منذ إعلانها وحتى الترسية وما بعدها، ولكن ما يتصل بالتشغيل فهناك فرق بين إنشاء المبنى وتشغيله، فكل هذه تتم بعقود مختلفة، والجامعة تتوسع في مجال الإنشاءات، وفي مقابل هذا التوسع نحتاج إلى البرامج الأخرى التي تخدم هذه المنشأة منها: حراسات أمنية وعمال وشركات نظافة وتشغيل وصيانة، وكلها مشاريع وبنود مختلفة.
طفرة تعليمية
وحول قراءته لمستقبل الجامعة إداريا وأكاديميا، قال: هناك طفرة مالية استفادت منها كل جهات الدولة، ونحن اليوم في عهد الملك سلمان في طفرة تعليمية اقتصادية، وتوجه الدولة إلى المواءمة بين التعليم والاقتصاد هو الهدف الأول الذي يحقق النجاح والذي وضعته الدولة من خلال القرارات الأخيرة التي اتخذها الملك سلمان بن عبدالعزيز حتى يحقق النتاج من خلال هذه المواءمة بين العلم والاقتصاد وهو ما سيكفل للمواطن السعودي الحياة الكريمة.
تطور الكتروني
وأكد أن وكالة الجامعة تسعى إلى تحقيق أهداف القيادة الإلكترونية، من خلال تحديث كل الإجراءات الإدارية والمالية بما يتفق مع الأنظمة واللوائح التي ترتبط بها تسهيلا على المستفيدين من هذه الخدمات سواء كانوا طلابا وهم الشريحة الأكبر، أو المنسوبين، مشيرا إلى أن إجراءات القبول في الجامعة الآن اختلفت بشكل كبير، حيث أصبحت الاستفادة من الخدمات الالكترونية نموذجا يحتذى به، ويستطيع الطالب الآن التقديم على الجامعة من أي مكان في العالم.
10 مبان جاهزة
وأشار إلى أن المرحلة الأولى من انتقال مبنى الجامعة بشطر الطالبات إلى العابدية ستكون مع بداية العام الدراسي من السنة الجديدة، حيث إن هناك نحو 10 كليات مكتملة الجاهزية، موضحا أن الجامعة ستستثمر مساحات المباني التي انتقل العاملين بها إلى مقرات جديدة.
الخوف من التغيير
وعن المعوقات التي واجهتم فترة الانتقال للأنظمة الالكترونية في التعاملات المختلفة، رأى أنها لا تعد معوقات بقدر ما كانت خوفا من التغيير، مشيرا إلى أن طبيعة النفس الإنسانية لا تميل إلى التغيير عادة، الأمر الذي تطلب العمل على مقاومة التغيير والتمشي مع أساليبه كافة، من خلال إقناع المستفيد أن هذا التغيير سيكون في مصلحة الموظف والمنشأة.
منظومة الكترونية موحدة
وحول الاستغناء عن الاستخدامات الورقية، أوضح أن الانتقال من الصفر إلى أعلى نسبة في أي مشروع سيضمن الفشل، عطفا على أن الجامعة من أكبر جامعات البلاد من حيث عدد الطلاب الذين تجاوزوا 100 ألف، فضلا عن منسوبي وأعضاء هيئة تدريس، مبينا أنهم حققوا المرحلة الأولى والأصعب، التي تمثل 70% من هدفهم، عادا أن النسبة المتبقية خارجة عن إرادتهم، كون أن المعاملات التي مازال التعامل معها يدويا، هي التي تخص الأمور المالية والعقود والمشتريات وسداد العهد والمستخلصات.