في الوقت الذي شهدت أسواق الهواتف النقالة زيادة في إقبال المستهلكين منذ دخول العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، برزت تقديرات تفيد بارتفاع طفيف في أسعار الأجهزة تراوح بين 5 و10%، وزيادة القوة الشرائية إلى 40%، في صورة تعكس استثمارا كبيرا لمثل هذه المواسم، على الرغم من وجود عروض شرائية جاذبة بأسعار مخفضة، إلا أنها تقتصر على نوعيات وكميات محددة.
وفي جولة قامت بها "الوطن" في سوق الهواتف الذكية بجدة خلال الأيام القليلة الماضية، التقت بعلاء محمود أحد أصحاب المحال الذي أكد أن أكثر الأوقات ازدحاما كان بعد صلاة التراويح، مضيفا: "اعتدنا في مواسم الإجازات والأعياد على قلة الهواتف في السوق بسبب قيام بعض الموزعين وبائعي الجملة بتخزين الهواتف، ما يؤدي إلى انقطاعها عن السوق وارتفاع أسعارها لكثرة الطلب عليها، مقدرا نسبة الارتفاع بين 5 و10% من السعر الأصلي والمتداول بالسوق.
وأشار علاء إلى أن هناك زيادة في أسعار الأجهزة الجديدة على المستهلكين الذين بدورهم أبدوا استياءهم بمساواة الأسعار بين المحال الصغيرة والمعارض الكبرى لبيع الأجهزة الإلكترونية، إلا أنه أكد أن المحال الصغيرة التي يعمل في أحدها تجني هامش ربح بسيط، ما يدفعها إلى رفع أسعار الأجهزة المستعملة في محاولة لتعويض الربح المفقود.
وحول الأجهزة المستعملة، أوضح علاء أن سوق الأجهزة المستعملة هي المربح، إذ يختلف المكسب من جهاز لآخر حسب نوع وموديل ونظافة الجهاز، لافتا إلى أن أجهزة مستعملة تباع بمبلغ رخيص جدا، حيث يختلف السعر لوجود الحراج الذي يفرض السعر الأعلى للمشتري، في حين أن بعض محال الاتصالات تشتري كمية كبيرة من حراج الجوالات المستعملة لمعرفتها بأن سعرها يختلف عن شرائها من المحال أو الزبائن مباشرة، ويكون مكسبها أكبر.
من جانبه، أكد علي العمري أحد المشترين أن سوق الهواتف الذكية المستعملة كسبت اهتمام الزبائن بشكل كبير، إذ إنهم يبحثون دائما عن أرخص الجوالات التي تناسب موازنتهم بسبب ارتفاع أسعار الأجهزة الجديدة، مضيفا: "وفي الوقت نفسه يحرص كثير من المعارض الكبرى على طرح تخفيضات على الهواتف الذكية، حيث لا تجد معرضا ولا هايبر ماركت إلا وقام بتنزيل عروض وتخفيضات على الهواتف.
أما في المدينة المنورة فقد رصدت "الوطن" إقبال عدد من الزائرين والمعتمرين في المدينة المنورة لشراء الهواتف قبل السفر لبلدانهم، إذ يعمد أصحاب المحال المتخصصة والوكالات توفير الأجهزة الحديثة مع مميزات خاصة جذبا للعملاء.
وأوضح أحد أصحاب محال الجولات موسى الفريدي لـ"الوطن" أن عيد الفطر المبارك أسهم في زيادة الطلب على شراء الهواتف الذكية، مشيرا إلى أن القوة الشرائية ارتفعت بمعدل 40% خلال العشر الأواخر من رمضان، في حين أن معظم الزبائن يختارون الهواتف الذكية المصنعة حديثا لاقتنائها أو تقديمها كهدايا لذويهم، مؤكدا في الوقت نفسه أن العيد يعد فرصة ثمينة للمحال التجارية لتسويق أكبر قدر ممكن من الهواتف.
وذكر المواطن بدر الأحمدي أن أبناءه يفضلون أن تكون عيديتهم أحد الهواتف الذكية، شريطة أن يكون من أحدث الإصدارات التي تم طرحها بالسوق، وفي السياق نفسه تقول تغريد المرواني إنه لا يكاد عيدها يكتمل دون حصولها على جوال حديث سواء كان هدية أو حتى تضطر إلى استبدال هاتفها المستخدم بحديث، مشيرة إلى أن أحاديث مجتمع الفتيات خلال العيد لا تخلو من أخبار آخر الإصدارات للهواتف الذكية ومزاياها.