دلف لويس فيليب سكولاري إلى الخليج منتصف الثمانينيات الميلادية، كان البرازيلي حينها يتطلع لمعانقة منصات النجاح، درب أندية القادسية الكويتي وأهلي جدة والشباب السعودي، ثم ذهب لتلبية نداء الوطن من أجل قيادة منتخب البرازيل الذي نال معه كأس العالم 2002، فيما يعترف البرازيلي بأن السعودية كانت محطة كبرى في مسيرته المهنية رغم أن عمره تجاوز 66 عاماً درب خلالها25 فريقا مختلفاً.

لطالما اعتبرت السعودية محطة رياضية هامة في مسيرة المدربين، فمن يفشل يجد الأبواب مشرعة للرحيل، ومن يحقق النجاح يخلّد في الذاكرة طويلاً. ومن ضمن أهم الناجحين حقق الهلال لقب الدوري مع الروماني أولاريو كوزمين البالغ آنذاك 39 عاماً فقط، فيما نال الفتح تلك البطولة مع التونسي فتحي الجبال صاحب الـ50 عاماً، وما بينهما 11 عاماً من الخبرة في سلك التدريب.

ومن بين كل خيارات الأندية لم يكن عامل عمر المدرب معيارا للاختيار من قبل مسيري الأندية، وهذا يتضح جلياً في أعمار المدربين الذين حققوا الدوري في السنوات التسع الأخيرة.

موسم 2007, حقق اتحاد جدة لقب الدوري تحت قيادة الصربي ديمتري الذي كان يبلغ من العمر 63 عاماً، بينما العام الذي يليه حقق الروماني هلال كوزمين الدوري بإمرة أولاريو ابن الـ39 عاماً، الأرجنتيني كالديرون صاحب 49 عاماً حقق نسخة 2009 مع الاتحاد. ولكن في 2010 حققه الهلال مع البلجيكي جيرتس الذي كان يبلغ 56 عاما، وما زال الهلال يتصدر المشهد فقد حافظ على لقبه مع الأرجنتيني كالديرون الذي كان يبلغ من العمر 51 عاما.

البلجيكي ميشيل برودوم حقق الدوري للشبابيين وعمره 53 سنة، وفي موسم 2012 حضر ابن تونس فتحي الجبال، وحقق اللقب للفتح من بين أنياب الكبار. ولكن كارينيو أعاد النصر إلى منصات التتويج بعمر 51 عاماً، وحافظ أصفر الرياض على اللقب مع الأوروغوياني داسيلفا الذي يبلغ 54 عاما.

يبلغ متوسط عمر المدربين الذين حققوا الدوري السعوي خلال المواسم التسعة المنصرمة، 51 عاما و7 أشهر. أما متوسط عمر مدربين أبطال إنجلترا، 54 عاما و7 أشهر، وفي إسبانيا 45 عاما و5 أشهر.

ومع اقتراب دوري "جميل" من ركلة الترجيح الأولى، حسمت الأندية السعودية ملفات مدربيها بمختلف الجنسيات، 4 تونسيين، 3 من دولة الأورغواي، رومانيان، وواحد فقط من كل من البرتغال واليونان والجزائر والجبل الأسود وسويسرا.

وبالحديث عن أكبر المدربين عمراً، يحضر الروماني بولوني مدرب الاتحاد بـ62 عاما، يليه السويسري كريستيان جروس بـ61 عاما، بعد ذلك الجزائري عبدالقادر عمراني بـ59 عاماً، وهو من يدير شؤون الرائد فنيا.

يتقاسم الأوروغواني خوان رودريجيز مدرب فريق الوحدة والتونسي جميل بلقاسم مدرب القادسية العمر بـ57 عاماً، فالأوروغواني خورخي ديسلفا بطل الدوري يجري في عامه الـ54، أما التونسي فتحي الجبال الذي عاد للدوري عبر بوابة نجران يبلغ 52 عاماً.

47 عاما هو عمر مدرب الشباب الأوروغواني ألفارو جوتيريز, بينما يصغره بعام مدرب الهلال اليوناني جيورجوس دونيس.

جوزيه جوميز البرتغالي مدرب التعاون يبلغ 45 عاماً، يصغره بعام كل من مدرب الفيصلي ليفيو كيوبتاريو ومدرب الخليج جلال القادري، فيما يقود هجر مدرب صربي يدعى نيبوشا وهو صاحب الـ41 عاماً، بينما يعتبر مدرب الفتح ناصيف البياوي الأصغر على الإطلاق بـ38 عاما فقط.