تضع دار الملاحظة الاجتماعية بجدة وفقا للأنظمة عدة شروط للحبس المؤقت منها أن يكون عمر الحدث أقل من الثامنة عشر، وأن يصدر بحق النزيل أمر بالحبس الاحتياطي من نيابة الأحداث أو غيرها من المحاكم المختصة أو السلطة الآمرة بالتوقيف، وألا يكون مدمنا على المخدرات أو المسكرات وإذا ما ثبت ذلك من التقارير الطبية وملاحظة الجهاز الفني العامل بالدار تقوم بإخطار الجهة الأمنية المعنية لاتحاذ الإجراءات المناسبة بجانب أن يكون النزيل خاليا من الأمراض والاضطرابات العقلية والنفسية والعصبية والإعاقة الجزئية أو الكلية أو الأمراض المعدية.

«المدينة» قامت بجولة داخل الدار بعد افتتاح الدار المخصصة للمثاليين، ورصدت آلية إعداد الأطعمة بداخل صالات الطعام، حيث أكد مدير إدارة الأنشطة والبرامج فهد الجعيد أن النزلاء الذين يلتزمون بأنظمة الدار ولا يتم رصد أية مخالفات عليهم يتم ترقيتهم بالدار ليكونوا من فئة «المثاليين» ويحصلون على معاملة خاصة والعديد من المميزات، بوضعهم في مهجع (جناح) خاص يحتوي على أسرّة مميزة وعلى العديد من الألعاب المختلفة والمتنوعة ومطبخ خاص وأوقات النوم المحددة تختلف حسب ما يتفق عليه النزلاء أنفسهم.

خدمات وألوان

وأضاف الجعيد أن المثاليين يحصلون على جميع الخدمات المتوفرة بالدار بشكل مميز ومنها الأنشطة الثقافية والرياضية والتدريبية منوها بأن جميع النزلاء يصرف لهم زي بألوان مختلفة يكون منها اللون الأصفر والذي يدل على أن النزيل لا زال موقفا للتحقيق ومدة مكوثه بالدار قرابة الـ4 أيام، واللون الأخضر للنزلاء أصحاب البنية الصغيرة، واللون الأحمر لأصحاب البنية متوسطي الأحجام، واللون الرصاصي لكبار الأحجام، أما عن اللون البني فمخصص للنزلاء المثاليين.

وعن تغيير الزي أشار الجعيد بأن لكل نزيل 12 زيّا في مدة أقصاها 6 أشهر، مشيرًا إلى أن هناك حلاق بداخل الدار وتتم حلاقة جميع النزلاء (بماكينة صفر).

ولفت الجعيد إلى أن دور الملاحظة تعنى بتحقيق أسس التربية والتقويم والإصلاح والتأهيل السليم لفئات الأحداث المعرضين للانحراف ممن تتراوح أعمارهم بين 8 سنوات ولا تتجاوز ثماني عشرة سنة من المارقين عن سلطة أولياء أمورهم أو المشردين نتيجة لأوضاع أسرهم أو المهددين بالانحراف لاضطراب وسطهم الأسري، إذ تعتمد هذه الدور في خططها على مواجهة تلك الانحرافات باتخاذ التدابير الوقائية من خلال الاكتشاف المبكر للأحداث الذين تظهر عليهم بوادر الانحراف وفقا لمعايير علمية وأسس تربوية سليمة.

مؤكدا أن التدابير الوقائية التي تنتهجها وزارة العمل والشؤون الاجتماعية تؤدي وظيفة هامةً في مواجهة جنوح الأحداث استنادا إلى أن الوقاية خير من العلاج.

برامج وقائية

وبين أن البرامج الوقائية تهتم بحالات المعرضين للانحراف نتيجة لتوافر ظروف أسرية أو عوامل بيئية غير سليمة تعرضوا لها وانعكست آثارها عليهم، حيث يتم عزل هؤلاء الأحداث عن العوامل النشطة التي قد تكون سببًا رئيسًا في انحرافهم، كما تهتم بتوفير المناخ والبيئة المناسبة للأحداث المعرضين للانحراف بهدف تأهيلهم ليكونوا مواطنين صالحين، مضيفًا بأنهم تحت إشراف 13 اخصائيا اجتماعيا، و4 أخصائيي علوم نفسية، ويبدأ عملهم منذ استقبال نزيل جديد إذ يتم فتح ملفه ومعاينته من قبلهم وعمل كشف سري.

وأشار إلى أن هناك عدد من النزلاء يعانون من حالات نفسية وبعض الاضطرابات مكنتهم سابقًا من عمل جرائم مختلفة وأن عمل المختصين هو تفكيك الحالة النفسية للنزيل ومحاولة علاجه أثناء فترة محكوميته، مضيفًا بأن هناك أخصائيين لكل مهجع بالدار.

وقال: هناك 4 مشرفين يقومون بالمناوبة في الوردية الواحدة حيث إن مهاجع النوم يكون في منتصفها غرفة زجاجية مخصصة للمراقبة الليلية، مشيرًا إلى ان النزلاء صغار العمر يتم وضع أماكن نومهم بالقرب من غرفة المراقبة ليكونوا بالقرب من المشرفين.

وعن المدرسة بداخل الدار نوه الجعيد أن هناك مدرسة (حكومية) بداخل الدار لديها طاقمها التعليمي والإداري المتكامل يلتحق بها النزلاء الذين يريدون إكمال مسريتهم التعليمية، مشيرًا إلى أن هناك الكثير ممن يرفضون الدراسة.

ولفت الجعيد أنه بعد إنتهاء محكومية النزيل الملتحق بالمدرسة يتم تحويل ملفه إلى مدرسة خارج أسوار الدار ليكمل بعد ذلك دراسته دون أن يذكر بأنه كان نزيلًا في دار الملاحظة.

وأشار إلى وجود صالة للحاسب الآلي بها 16 جهاز (كمبيوتر)، يتم من خلاله تعليم النزلاء على تقنية الأجهزة وعلوم الحاسب ومواكبة عصر التقنية مضيفًا إلى أن هناك معملا خاصا بالفنية والابتكارات والإبداعات يتم الإشراف عليه من قبل مدرب تربية فنية بحصص مجدولة لجميع النزلاء، وصالة رياضية يوجد بها العديد من الأجهزة الرياضية والتي يتم تجديدها في كل عامين.

طباخون مميزون

وأضاف الجعيد أن صالة الطعام تتميز بوجود طباخين مميزين ويتم اختيارهم بدقة وعناية من وزارة الشؤون الاجتماعية حيث إنهم يقومون بالاجتماع مع بعضهم ويقررون اختيار الوجبات المقدمة للنزلاء لوقت محدد ومن ثم تغيير أنواع الوجبات مشيرًا بأن هناك 3 وجبات تقدم وهي الإفطار والغداء والعشاء. ولفت إلى أن أدوات المطبخ تتجدد بشكل مستمر ويحظى المطبخ بجولات مستمرة من قبل الإداريين بالدار.

وعن العيادة الطبية قال الجعيد: توجد مركبة إسعاف طبي بالساحة الخارجية لنقل النزيل في حال استدعت حالته لنقله لأحد المستشفيات المتخصصة، مشيرًا إلى أن العيادة الطبية بداخل الدار يوجد بها ممرض واحد وطبيب يتواجد كل 3 أيام من الأسبوع.

أيام الزيارة

ولفت أن أيام الزيارة هي يومي الأحد (للرجال) ويوم الثلاثاء (للنساء) حيث إن هناك فريقا أمنيا يقوم بتفتيش الزائرين ووضعهم في صالة مخصصة للزياة حتى ينتهي الوقت المسموح، مشيرًا بأن دار الملاحظة يقدم خدمة نوعية للزيارات الخارجية للنزلاء حيث إن النزيل المثالي في حال وجود مناسبة عائلية مهمة لذوي القرابة من الدرجة الأولى يسمح بخروج النزيل مع ذويه في مدة أقصاها 3 أيام بشرط وجود كفيل إحضار من والده أو من ينوب عنه.

12 نشاطا متنوعا

وحول الأنشطة والبرامج الرياضية والترفيهية قال الجعيد إن هناك برنامجا يختلف حسب مواسم العام، مشيرًا إلى أن عدد الأنشطة في الوقت الحالي يتعدى 12 نشاطا متنوعا، مضيفًا أن هناك دوري كرة قدم وطائرة وألعاب شعبية، وفي موسم كأس العالم والمباريات المهمة يتم توفير بطاقات العرض لمشاهدة المباريات العالمية في شاشة عرض كبيرة في الساحة الداخلية للنزلاء.

وأضاف الجعيد أن أهم المحفزات التي تساعد فئة الأحداث في ارتكاب الجريمة هي البيئة المحيطة بالحدث إذ أن فترة المراهقة هي المرحلة العمرية التي يكتسبون بها الظواهر الخارجية الإيجابية والسلبية بشكل كبير، مضيفًا أن الأسرة ذات أهمية كبيرة في إبعاد الحدث من الظواهر البيئية المحفزة للجريمة مثل مشاهدة أفلام القتل والسرقات وضرورة تعميق معنى الدين الإسلامي الحنيف في نفوس أبنائهم، ويأتي أخيرًا دور الأصحاب الذين طالما قاموا بتوريط الحدث وسحبه إلى مكامن الإجرام. مشيرا إلى أن الكثير من الجرائم في الدار كانت نتيجة عدم مراقبة الأبناء.

وأكد الجعيد أن أولياء الأمور يحق لهم التقدم بطلب إلحاق لإبنائهم والاستفادة من خدمات الدار بشروط توافرها، مشيرًا إلى أنه لا يتم وضع سابقة في ملفاتهم أو الإشارة في شهاداتهم الدراسية بأنهم كانوا نزلاء في دار الملاحظة على أن يكون من ضمن المارقين من سلطة آبائهم أو أولياء أمورهم أو المشردين الذين لا مأوى لهم، والمهددين بالانحراف لاضطراب وسطهم الأسري.