كشف مصدر مطلع أن شعبة المعلومات اللبنانية هي من أوقفت المطلوب الأمني أحمد إبراهيم المغسل في مطار بيروت، حيث أمضى أربعة أيام لمطابقة عينة من حمضه النووي بعينات أخرى من أسرته قبل أن يتم ترحيله للمملكة، مشيرا إلى أن العملية تمت في إطار أمني ومهني بعيداً عن الجوانب السياسية.

وقال رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات العسكرية والأمنية بلبنان الدكتور هشام جابر وفقا لصحيفة "الوطن" السعودية إن الأجهزة المختصة والقضاء اللبناني كانا على علم بكل مراحل العملية، مشيرا إلى أن الـ19 عاما التي قضاها المغسل متخفيا بدولة إيران مع زيارات خاطفة إلى لبنان بجواز سفر إيراني مزور لم تشفع له لمواصلة هروبه.

ولفت إلى أن المغسل تردد مرات عدة بجواز السفر المزور على لبنان دون أن ينكشف أمره، إلا أن التنسيق الأمني بين الأجهزة الأمنية السعودية وشعبة المعلومات اللبنانية التي أسسها رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري كان على أعلى درجة في هذه المرة، حيث تم الإيقاع بالمطلوب، مؤكدا أن هذه العملية هي الأهم في العمليات التي تسجل لأمن الشعبة.

وأضاف أن الأمن السعودي بتنسيقه مع شعبة المعلومات استخدم القنوات الرسمية للدولة، وهو الإجراء المتبع في مثل هذه الحالات، ولم يتم اللجوء إلى جهات سيادية عليا، منوها إلى أن هذه هي قمة المهنية واحترام المؤسسات الأمنية.

من جانبه، كشف مصدر أمني في شعبة المعلومات اللبنانية أن القبض على المغسل تم بعد ورود بلاغ عن وصوله إلى لبنان لحضور مناسبة عائلية، حيث اتخذت الأجهزة الأمنية المختصة إجراءاتها اللازمة، وعند وصوله إلى مكتب الجوازات لإنهاء إجراءات الدخول تم التأكد من هويته.

وأشار إلى أن شعور المتهم بالارتباك من دقة التفتيش كان واضحا، لأنه يحمل جواز سفر إيرانيا مزورا، وفور اعتقاله تم نقله إلى مقر التوقيف بالمطار، ومن ثم إلى فرع شعبة المعلومات بأحد المراكز القريبة من المطار، لافتا إلى أن الأجهزة المختصة والسلطات العليا في لبنان كانت على علم تام بالعملية حتى تسليم المطلوب إلى المملكة.

وتابع أن عملية القبض تمت في الثامن من أغسطس الجاري، بعد قدوم المغسل في طائرة مدنية من طهران إلى بيروت، وبقي لأيام حتى تم أخذ عينات من حمضه النووي وإرساله إلى المملكة، وبعد تطابق النتائج مع نتائج أخرى أخذت من أسرته في وقت سابق، تم إرساله إلى السعودية بسرية تامة حيث يجري التحقيق معه حاليا.