تعود ثقافة التغذية النباتية إلى ستينات القرن الماضي، ويرجع سببها إلى رفض البعض فكرة قتل الحيوانات لتناول لحومها. ومنذ ذلك الحين تدور الكثير من النقاشات حول ما إذا كان النظام الغذائي النباتي صحيا أكثر من تناول اللحوم. وبحسب بعض الدراسات، فإن هناك أدلة واضحة تؤكد الفوائد الصحية الملموسة للابتعاد عن أكل اللحوم والمنتجات الحيوانية.

ووفقا لدراسة نشرها موقع "هيلث داي نيوز" فإن باحثين من جامعة ليندا في كاليفورنيا قاموا بإجراء دراسة طويلة شملت أكثر من 73 ألف مشارك، وتوصلوا إلى استنتاج مفاده أن بعض الأنظمة الغذائية التي يتبعها النباتيون مرتبطة بتراجع الوفيات وانخفاض نسبة الإصابة بأمراض مميتة.

ولا يزال احتمال وجود صلة بين النظام الغذائي والوفيات مجالا هاما للأبحاث، إذ حددت دراسات سابقة بعض الأغذية المرتبطة بالوفيات، ومن خلالها تبين أن تناول تلك الأغذية مرتبط بانخفاض نسبة الوفيات. ومن هذه الأغذية المكسرات والفواكه والحبوب والألياف والأحماض الدهنية غير المشبعة والسلطة وبعض عادات الغذاء التي يتبعها سكان البحر الأبيض المتوسط والتي تعتمد على الخضروات والمواد منخفضة الكربوهيدرات. بينما تعد اللحوم والسكريات من الأغذية الثقيلة والمرتبطة بارتفاع معدل الوفيات. ما يعني أن النباتيين يعمرون أطول، ما يدفع للتساؤل عن العلاقة بين التغذية النباتية وطول العمر؟

1. تخفيض نسبة الإصابة بالسرطان:

أظهرت الكثير من الدراسات وجود ارتباط بين انخفاض خطر الإصابة بالسرطان ونظام التغذية النباتية. وخلصت دراسة أجريت على 300 مشارك نباتي إلى أن التغذية النباتية تقي من الإصابة بمرض السرطان. فهناك الكثير من الأعشاب والخضروات التي يمكن أن تعالج السرطان، بل وحتى إنها تساعد على الشفاء منه، وفقا لموقع "غيزوندهايت هويته".

2. ضغط الدم:

وفقا لموقع "ديلي هيلث بوست" المعني بشؤون الصحة، فإن ضغط الدم لدى الأشخاص النباتيين منخفض أكثر من آكلي منتجات اللحوم. ما يعني أن أولئك الذين يعانون من ارتفاع في ضغط الدم من الأفضل لهم الانتقال إلى التغذية النباتية.

3. أمراض القلب:

يؤدي ارتفاع ضغط الدم إلى الإصابة بأمراض القلب، وارتفاع الكوليسترول في الدم والذي يعود لتناول اللحوم، ما يعني ارتفاع احتمال الإصابة بأمراض القلب. بينما تكون نسبة إصابة النباتيين بأمراض القلب حوالي 32 بالمئة، مقارنة بالأشخاص الذين يأكلون اللحوم.

4. انخفاض معدل الوفيات:

أثبت معهد لوما ليندا الأمريكي أن نسبة الوفيات لدى النباتيين تنخفض بنسبة 12 بالمئة مقارنة بالوفيات لدى أولئك الذين يتناولون اللحوم. والسبب هو أن مستوى الكوليسترول في الدم لدى النباتيين أقل، وأن اللحم يحتوي على الكثير من الأحماض الدهنية المشبعة والتي تؤدي إلى تصلب الشرايين. ما يعني أن اعتماد نظام التغذية النباتية يقي من الإصابة بأمراض مزمنة.

5. انخفاض الوزن:

لا يميل أغلب النباتيين إلى السمنة وهناك عوامل متعددة لها دور في ذلك. ولكن بصفة عامة فإن السعرات الحرارية التي نكسبها من تناول اللحوم أكثر مما لو استهلكنا نفس الكمية من الغذاء النباتي. وتزيد السمنة من خطر الإصابة بأمراض عديدة.

6. مرض السكري:

استهلاك البروتين الحيواني يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بمرض السكري من النمط الثاني، ما يعني أن تخفيف استهلاك البروتين الحيواني يخفف من خطر الإصابة بمرض السكري ويساعد على تحسين مراقبة مستوى السكر في الدم، لأولئك المعرضين للإصابة بمرض السكر.

ربما يرى عشاق اللحوم أن اللحم بحتوي على بعض العناصر الغذائية المهمة للجسم مثل فيتامين B12، لكن هناك عناصر مفيدة ولا توجد سوى في الأغذية النباتية. ويؤكد بعض خبراء التغذية أن اعتماد أسلوب التغذية النباتية الصارم غير صالح للجميع، لذا لا بد من الحذر لدى اختيار النمط الغذائي الأنسب لصحتك، ويبقى أسلوب التغذية المعتدل هو الأنسب بالنسبة للكثيرين.