وسط مناسك الحج تبدو هناك قصص وحكايات غريبة وطريفة يتم اكتشاف فصولها داخل غرف الكشف والعمليات قصص يرويها أطباء العيادات الخارجية بمستشفى منى الطوارئ.. فمن استخراج «خرز سبحة» من أذن حاج، إلى التقاط «حبة عنب» من عين فلاح، إلى اكتشاف جسم غريب في أذن طفل.. تبدو الحكايات في قمة الغرابة وهو ما تكشف «المدينة» تفاصيلها.

في البداية يقول د. حاتم أبو الهداء أخصائي أنف وأذن وحنجرة في عيادات مستشفى منى الطوارئ: إن الحالات التي نكتشفها في العيادة كثيرة وقصص الأجسام الغريبة متعددة، ولعل من أطرفها استخراج «خرز سبحة» كانت موجودة في أذن حاج لمدة 16 سنة.

وقال: حضر إلينا مريض من الحجاج يشتكي من ضعف وتردي السمع وطنين وألم وبعد الكشف اتضح وجود انسداد الأذن الشمعي وكما هو معروف عند الأطباء أن شمع الأذن هو جزء من وسائل الدفاع الطبيعية بالجسم فالشمع يحمى قناة الأذن بإيقاع كل ما هو غريب من أجسام أو أتربة وهو يساعد على حماية الطبلة بالتقاط الأوساخ التي قد تتجمع حولها، والسبب الآخر والأكثر شيوعاً في انسداد الأذن بالشمع هي الطريقة التقليدية المتبعة من قبل الكثير منا في تنظيف الأذن.. وينبغي ألا يحاول أي شخص إخراج هذا الشمع بنفسه باستعمال بعض الأشياء الصغيرة مثل إزالته بالأعواد القطنية او مفتاح السيارة وتوكة الشعر إذ قد يؤدي ذلك إلى تمزق الطبلة.

وعاد د. حاتم للقصة فقال: قررت إزالة شمع الأذن وبعد تنظيف الإذن الأولى بالطرق والأجهزة الطبية الحديثة التي تزخر بها مستشفيات وزارة الصحة حاولت تنظيف الأذن الآخر وكانت المفاجأة وجود لمعان شديد داخل الأذن اتضح أنه جسم غريب ولكن بحجم كبير وبعد استخراجه بعملية صغرى وجدنا (خرز سبحة) وبعد سؤال المريض قال: عندما كنت في عمر 4 سنوات وضعت خرز في الإذن، ويكمل د. حاتم ويقول وضع جسم غريب في الأذن شائع عند الأطفال وبين أن عمر المريض 20 سنة، ولم يكتشف سبب تردي السمع إلا في مستشفى منى العام فحصل على حجة وعلاج وقد خرج من العيادة بعد أن عاد سمعة وخف الألم وهو يدعو الله لحكومة خادم الحرمين الشريفين التي تقدم الخدمة الطبية بالمجان لضيوف الرحمن.

وحول الأمراض المتكررة عند الحجاج فقال 80% التهاب الجهاز التنفسي العلوي و20% وجود شمع بالأذن.

مفاجأة في عين حاج

أما د. خالد حافظ أخصائي عيون في عيادات مستشفى منى الطوارئ فقال: حضر مريض من جنسية عربية يشتكي من حرقان واحمرار في العين وبعد الكشف الطبي الدقيق لم نجد أي جسم غريب أو مشكلة طبية وبعد قلب (سفط) جفن العين العلوي إلى الأعلى تأكد وجود جسم غريب مستقر بمنطقة صعب اكتشفها بالكشف العادي، ولكن الغريب في الأمر أن الجسم الغريب حبة عنب صغيرة مغلفة بإفرازات وقد تحولت إلى مايشبه (حبة الزبيب)، ومن خلال سؤال المريض قال: إنه مزارع (فلاح) وشعر بجسم غريب في العين قبل 5 سنوات وراجع العديد من المستشفيات وأطباء العيون والكل يؤكد أن العين سليمة، ولكن خبرة وتجهيز مستشفيات المشاعر المقدسة من قبل وزارة الصحة بالأطباء أصحاب الخبرة والتجهيز الطبي المتقدم ساعد على اكتشاف حبة العنب.
وأثناء الحديث مع أطباء العيادات ذكر أخصائي الأسنان قصتين، فقال لقد اكتشفت خطأ طبيًا من قبل طبيب أسنان في مركز أسنان خاص، وأضاف: إن المريض حضر يعاني من آلام شديدة وبالكشف الطبي في عيادة الأسنان التي تحتوي على جهاز حديث يعتبر آخر ما وصلت إليه التقنية الحديثة في طب الأسنان اتضح وجود خطأ طبي عبارة عن عمل حشوة دائمة دون سحب العصب رغم أن التسوس وصل إلى العصب وهذا يتطلب جلسات متعددة لسحب العصب وبعد التأكد يتم تركيب حشوة دائمة.

وعن القصة الثانية قال: إنه تلاعبٌ من قبل مركز أسنان قام بعمل التركيبات للأسنان التي يفترض ان تكون من الفضة أو الذهب أو بورسلين ولكن بالكشف اتضح أن التركيبات مضروبة بلاستك وليست بورسلين، وبين أنه أخبر المريض الحاج بالتلاعب من قبل الطبيب المعالج أو مركز الأسنان.

وذكر طبيب بالعيادات حضور طفل يبلغ من العمر 6 سنوات مع والديه وهم من الحجاج يعاني من صعوبة في النوم وشخير وبعد الكشف الطبي اتضح وجود بطارية دائرية الشكل في أنفه، مبينًا أنه من الممكن أن يضع الأطفال أجساما صغيرة في أنوفهم، مثل الخرز أو حبات الذرة أو البطاريات الصغيرة، وقال: ذهل الأب والأم من استخراج جسم غريب في الأنف بهذا الشكل موضحًا أن أهل الطفل أكدو أن الحالة الصحية لها 3 سنوات والطفل يشكتي من الشخير وصعوبة النوم، وبين أن الطفل خرج من العيادة بصحة جيدة بعد استخراج البطارية.