فتحت المديرية العامة للشؤون الصحية بمنطقة الباحة التحقيق مع استشاريين وأطباء في قسم العظام بمستشفى الملك فهد بالباحة، بعد رفضهم استلام وتنويم اثني عشر مريضًا، معظمهم مصابو حوادث بحاجة إلى تدخل جراحي عاجل.
وأبلغ مساعد المدير التنفيذي للشؤون الطبية، إدارة المستشفى خطيًّا بعدم استجابة استشاري العظام لنداءات الإدارة الطبية في تنويم تلك الحالات من قسم الطوارئ، وقال في خطابه المؤرخ في الثالث والعشرين من الشهر الماضي: أن مسؤولاً بالقسم، واستشاريًّا آخر رفضا استلام تلك الحالات من استشاري الجراحة العامة.
وطالب بتدخل الإدارة لحل هذه المشكلة، لاسيما أن بعضها تستدعي التدخل العاجل من مختصي العظام.
تهاون بحقوق المرضى
وبعد تلقي المدير التنفيذي لخطاب المساعد وجه بتنويم الحالات تحت إشراف المساعد نفسه، الذي اعترض على الإجراء بموجب خطاب وجهه في اليوم التالي أبدى فيه اعتراضه، وطلب إخلاء مسوليته، وقال: (إنني متخصص في أمراض الدم، ويوجد بالمستشفى استشاريا عظام، ولم يتم توجيههما من قبلكم بتنويم الحالات تحت اسميهما، وحيث إن تنويم مثل هذه الحالات تحت إشرافي يخالف الأعراف الطبية المتعارف عليها، وتهاون بحقوق هؤلاء المرضى؛ لذا فإنني أخلي مسؤوليتي تجاه هؤلاء المرضى).
مناشدة الوزير
المواطن صالح سعيد الغامدي شكا للمدينة من تأخّر مباشرة استشاريي العظام حالة زوجته، والتي تعاني من كسر في عظمة العضد، وخلع في الكتف منذ شهر تقريبًا، وقال الغامدي دخلت زوجتي الطوارئ، ورفض أطباء الطوارئ تحويلها للمختصين، وأفادوا بأنها حالة طبيعية، توجهت لمدير العيادات الخارجية، وأدخلوها العيادة إلاّ أن الطبيب أعطى زوجتي موعدًا بعد أسبوعين للمراجعة، مع عمل أشعة مقطعية، فتوجّهت بها لأحد المستوصفات الخاصة، فأكد لي حاجة زوجتي إلى تدخل جراحي عاجل، فتوجّهت للمدير الطبي بمستشفى الملك فهد، وتفهم موقفنا، ووجّه بإدخالها إلى قسم التنويم في نفس اليوم -ولله الحمد- إلاَّ أننا دخلنا في مأزق تأخّر العمليات، حيث تم تغيير موعد العملية أكثر من مرة دون مبررات مقنعة، حيث قرروا العملية يوم السبت، وألغيت، ثم الأحد والاثنين وأجلّت بسبب رفض الأطباء مباشرة الحالات.
وأكد الغامدي أنه التقى حالات أخرى في الطوارئ لم يتم مباشرتها، والتعامل معها، مطالبًا وزير الصحة بمحاسبة الأطباء الممتنعين، والتحقيق معهم، وتحميل الفريق الطبي في عيادة العظام مسؤولية أية مضاعفات قد تحصل للمريضة لا قدر الله.
استهتار
من جهته ناشد المواطن حسن العمري وزير الصحة بالتحقيق مع المسؤولين في المستشفى، والاستشاريين الذين يرفضون إسعاف مصابي العظام، وقال نستغرب من إدارة المستشفى كيف تكلّف طبيبًا متخصصًا في أمراض الدم بالإشراف على حالات مرضانا، رغم وجود متخصصي عظام، ونستغرب عدم قدرة الإدارة على إلزام هؤلاء الرافضين للعمل فهل هذا ضعف في الاإدارة؟ أم قوة نفوذ؟ أم استهتار بحالات المرضى؟ أنا وجميع أهالي المنطقة نطالب وزير الصحة بفتح ملف الاستشاريين الذين يرفضون استقبال المرضى في هذا المستشفى، ليس في قسم العظام فحسب، بل في كل الأقسام، فهنا استشاريون لا يستبقلون في عياداتهم إلاّ معارفهم أو مرضى بشكل انتقائي.