تتجه إدارة الطب الشرعي في جدة الى إدخال تقنية التشريح الافتراضي، الذي يعتمد على محاكاة الجثمان بشكل ثلاثي الأبعاد والقيام بعملية تشريح افتراضية دون اللجوء للتشريح الفعلي، ومن ثم التعرف على سبب الوفاة مع حفظ خصوصية المتوفى.
وتسعى الإدارة للحصول على جهاز المحاكاة الذي يعتمد التشريح الافتراضي، المشابه لجهاز الأشعة المقطعية من سويسرا التي تعتبر الأفضل في العالم في استخدام هذا الجهاز.
وأكد مدير إدارة الطب الشرعي والوفيات ومجابهة الكوارث بصحة جدة الدكتور عبدالله القرني أن إدارته تسعى للحصول على الجهاز، مبينا أن هناك مجموعة من الاجتماعات مع الشركات المختصة للحصول عليه في أسرع وقت، مشيرا إلى أن إدارة الطب الشرعي جهزت المكان المخصص لهذا الجهاز.
محاكاة الجثمان
وأضاف أن التشريح الافتراضي يعد آخر ما توصل إليه علم التشريح، حيث يتم إدخال الجثمان في جهاز مشابه لجهاز الأشعة المقطعية، ويقوم الجهاز بتصوير الجثمان من جميع الجهات، ومن ثم يقوم بعمل محاكاة للجثمان على جهاز حاسب تابع للجهاز بشكل ثلاثي الأبعاد، تمكن الشخص المختص من القيام بعملية تشريح افتراضية والتعرف على أسباب الوفاة، وأكثر ما يميز هذا الجهاز هو عدم القيام بالتشريح الفعلي، واحترام خصوصية المتوفى، ويمثل احتراما لتقاليد وطبيعة المجتمع السعودي.
وقال القرني مع تطور العلم وأساليب التعرف على الجثامين، أصبح فحص الجثمان والتعرف عليه لا يستغرق سوى يوم واحد، ومن ثم يستطيع ذوو المتوفى البدء بمراسم الدفن أو الترحيل إذا كان المتوفى غير سعودي، مشيرا الى أن أقصى مدة لبقاء الجثمان في ثلاجة الموتى بإدارة الطب الشرعي وثلاجة الموتى في إدارة مجابهة الكوارث هي شهران، وأن المدة الطبيعية لبقاء الجثمان في الطب الشرعي للكشف وأخذ العينات اللازمة يوم واحد فقط.
اختبار السموم
وأوضح القرني، أن الآلية المعتمدة في حال وصول جثمان هي الكشف وأخذ العينات، حيث يتم عمل اختبار السموم في إدارة مكافحة السموم التابعة للوزارة، وأخذ عينة من الحمض النووي DNA وإرسالها إلى المختبرات المتخصصة، وعمل التحليل النسيجي في مختبر الإدارة، والعملية هذه تأخذ يوما واحدا فقط، و يصبح بعدها من الممكن لذوي المتوفى البدء بمراسم الدفن أو الترحيل، وبعد 4 إلى 6 أسابيع يتم وصول نتائج الفحص النووي للجثمان ويتم إرسال التقرير النهائي للجهة المختصة، وأقصى مدة لبقاء الجثمان هي شهران، وفي حال عدم التعرف على الجثمان والتي تعتبر من الحالات النادرة، يتم تشكيل لجنة من المحافظة، ووزارة الخارجية، والشرطة، والأدلة الجنائية، والمرور، وهيئة التحقيق والادعاء العام، بالإضافة إلى إدارة الطب الشرعي لتحديد وضع الجثمان، حيث إنه في أغلب الحالات تتم مخاطبة القنصليات ويتم التعرف عليها، وأن إدارة الطب الشرعي لم تسجل أي حالة في الفترة الأخيرة ولا يوجد أي تأخير.
ثلاجة الموتى
وأضاف القرني أنه في حال رغب ذوو المتوفى في ترحيل جثمانه، يتم تجهيزه وتحنيطه وتسليمه قبل موعد الرحلة بـ6 ساعات بناء على النظام المعمول به، وتكلفة التجهيز والتحنيط والتابوت 4000 ريال، ولا يتم البدء في عملية تجهيز الجثمان إلا بعد استكمال الأوراق المطلوبة من جميع الجهات المختصة.
وعن ثلاجة الموتى في إدارة الطب الشرعي، أوضح القرني، أن عدد العيون بالثلاجة 270 عينا، وثلاجة الموتى في إدارة مجابهة الكوارث تستوعب 407 جثامين، مشيرا الى أن حفظ الجثامين يتم بطريقتين إما التبريد وهي بدرجة من 0 إلى 4، وهو يستخدم في حال بقاء الجثمان 3 أيام أو أقل، أو التجميد بدرجة من 10- 20 درجة تحت الصفر في حال بقاء الجثمان أكثر من 3 أيام، وتقسم الجثامين إلى 3 أنواع عادي ومعد ومتعفن، وكل نوع يحفظ بالطريقتين نفسهما.