شهدت قضية احتجاج ممثل الوطن الهلال الأخيرة على مشاركة لاعب الأهلي الإماراتي أسامة السعيدي في نصف نهائي دوري أبطال آسيا إخفاقاً سعودياً على أكثر من صعيد أبرزها الدعم الرسمي من قبل اتحاد اللعبة علاوة على وقفة الإعلام وحتى على مستوى الجماهير.
لم يحظ الهلال بالدعم المأمول من قبل اتحاد كرة القدم الذي اكتفى ببيان إعلامي مختصر وبعض التحركات التي لا نستطيع ان نصفها إلا بالخجولة، على النقيض خيل للشارع الرياضي السعودي أن القضية كانت بين الهلال والاتحاد الإماراتي وليس نادي الأهلي مما وجده الأخير من دعم قوي وتبني الدفاع عن ممثل الدولة من اتحاد اللعبة هناك الذي وقف قلباً وقالباً مع الفريق، لا يوجد أي مقارنة بين دعم الاتحادين السعودي والإماراتي مع ناديهما فأحدهما حقق النجاح بمرتبة الشرف والآخر سجل فشلاً ذريعاً.
أما من الجانب الإعلامي فتفوق الإعلام الإماراتي على نظيره السعودي في الوقوف مع ممثل وطنه، الأول سخّر جهوده كافة لإبراز قوة موقف ممثله فيما انقسم الثاني ما بين مؤيد للقضية وبين داعم لها وآخر مقلل من الاحتجاج ومحبط للقارئ، على المستوى الفردي وقف بعض المحسوبين على الإعلام السعودي أمام القضية وكأنهم مكلفون بالتقاضي ضد الهلال ومهمتهم فقط تلميع الموارد القانونية التي تخدم طرف الأهلي الإماراتي, والشواهد هنا ليست بقليلة.
الانقسام الجماهيري كان واضحاً للعيان ما بين داعم لاحتجاج الهلال ومساند له وما بين راج وداع لرفض الاحتجاج رغبة منه في عدم وصول "الزعيم" إلى العالمية خصوصاً أنه على بعد خطوتين فقط من المشاركة في المحفل الكبير، الدعم الجماهيري الإماراتي كان أفضل من نظيره السعودي وأقل انقساماً في القضية والغالية العظمى إن لم تكن داعمة للقضية فهي متعاطفة مع ممثل وطنها.
ولم يسلم ممثل الوطن من بعض المحسوبين على الرياضة السعودية ممن كانوا يتقلدون مناصب رسمية، والذين ذهبوا إلى التقليل من إحتجاج الهلال وتحجيمه وتأكيد قوة وسلامة موقف الأهلي الإماراتي وكان المثل الشهير (لا خيره ولا كفاية شره) قبل فيهم.
الأمنيات والآمال والتطلعات كانت بوقفة أكبر وصورة أجمل على الأصعدة كافة خصوصاً أن الهلال في آسيا يشارك بشعار المملكة أولاً قبل شعاره وفي كل مباراة يقدم على أنه ممثل المملكة لا ممثل شعاره، نتمنى أن نرتقي مستقبلاً لصورة أفضل مما ظهرنا عليه في المحافل الخارجية والتي يتقدم فيها اسم الوطن على أسماء الأندية، ولنأخذ النموذج الإماراتي في دعمه للأهلي والنموذج القطري في دعمه للسد عام 2011م في البطولة ذاتها والتي حققها يومها السد بفضل الله ثم وقفة الاتحاد القطري والإعلام والجماهير معه في قضيته أمام الفريق الإماراتي حتى كسبها السد وصعد إلى النهائي وحقق الذهب.