وجه اللواء جبريل الرجوب، رئيس الاتحاد الوطني الفلسطيني لكرة القدم، عدة رسائل من عبق التاريخ الى الأسرة العربية، عشية المباراة الدولية، التي ستجمع المنتخب الفلسطيني بشقيقه السعودي الاثنين، على ستاد عمان في العاصمة الأردنية في اطار التصفيات المشتركة المؤهله لنهائيات كاس العالم 2018 ونهائيات كأس اسيا 2019.

وحملت الرسائل مضامين مهمة تجسد معاناة الشعب الفلسطيني عامة والأسرة الرياضية الفلسطينية خاصة.

الرسالة الأولى، جاءت تتعلق بإقامة المباراة بين المنتخبين الشقيقين في الاردن وقال: "أن تجري المباراة في الأردن هو تعويض جزئي عن الظلم والإجحاف الذي لحق بفلسطين من خلال ممارسة الضغط بكافة المستويات وبكل الأساليب على الشعب الفلسطيني بقيادته وأسرته الرياضية، وهو ظلم لن يشعر به الإ من ناضل وضحى من أجل وطنه وهذا وسام الشرف يزين صدور كل الفلسطينيين الذين ما زالوا مرابطين على أرض الرباط".

ويرى الرجوب: "على العرب والمسلمين الإقرار نظرياً وعملياً بأن بقاء الفلسطينيين على أرضهم والتعامل معهم كجزء من الأمة العربية شُركاء في صناعة المستقبل العربي والإسلامي وليس بحرمانهم ولا بحصارهم وظلمهم تحت سيموفنية التطبيع وعدم التمييز بين من هم صامدون على أرضهم وبين من يحتل أرضهم".

الرسالة الثانية التي وجهها الرجوب كانت حول قرار الاتحاد الفلسطيني بالتبرع بكامل ريع مباراة فلسطين والسعودية لصندوق مركز الحسين لعلاج مرضى السرطان، وعن ذلك يقول: "أردنا أن يكون ريع هذه المباراة لهذه المؤسسة الطبية الإنسانية لأنها مؤسسة أردنية هاشمية النشأة والفكر والعمل وأردنا من خلالها أن نقول للعرب عامة نحن لدينا كبرياء وشموخ وكرامة وطنية ونحن نحبكم ونحترمكم و نقول للأردن شكراً .. شكراً قيادة وشعبا، ولسمو الأمير علي بن الحسين شكراً لكل جهد قمت من أجل أن تقام هذه المباراة في عمان".

واستذكر الرجوب ما قدمه الأردن بقيادته الهاشمية وشعبه عبر التاريخ وقال: "استذكر بكل فخر واعتزاز موقفاً تاريخياً لشخصيةٍ عربية أتحدث عنها بدون ألقاب وهو " الحسين بن طلال " طيب الله ثراه حينما أصدر عام 1972 قراراً تاريخياً واستراتيجياً هدف منه رفع ظلم ذوي القربى عن فلسطيني الناصرة وحيفا والطيبة وكفر قاسم وأم الفحم، منذ عام 1948 والذين عانوا على مدار 24 عاما من حرمانهم من زيارة بيت الله الحرام بأن شرَّع لهم طريق أداء فريضة الحج بمنحهم جوازات سفر أردنية ادراكاً منه بدور هؤلاء في حماية فلسطين وليس بهجرتهم أو رحيلهم عن الاراضي الفلسطينية".

ويضيف الرجوب: "هذا الموقف الذي أستذكره اليوم هزني شخصياً آنذاك ولا تزال ذكراه تُخزن بداخلي لعُمقه التاريخي وتمنيت أن تكون هذه رسالة لتُظهر البعد الإستراتيجي بهذا القرار البسيط ولكنه عميق في أبعاده ومعانية وينمُ عن البعد العربي والإسلامي في التمييز ما بين الصامدون تحت الإحتلال والمحتلين الصهاينة".

ويؤكد الرجوب: "أن تقديم ريع المباراة لصندوق مركز الأمل للسرطان هو تقدير لهذه المؤسسة الهامة والتي قدمت ولا تزال العلاج للفلسطينيين مجانا".

أما الرسالة الثالثة، وجهها الرجوب الى الأسرة الرياضية الفلسطينية عامة وجمهور مباراة فلسطين والسعودية على وجه الخصوص وقال فيها: "رغم ما حصل من ضغط على كافة المستويات وكافة الوسائل لحرمان الشعب الفلسطيني العظيم من الملعب البيتي الإ أن عزائنا بأنها تقام على ملاعب وطننا الثاني الأردن، حيث أننا والاردنيين شعبٌ واحدٌ في دولتين شقيقتين بالتاريخ والجغرافيا وأن الاردنيون هم أهلنا وربعنا".

وطالب الرجوب من الاسرة الرياضية الفلسطينية المتواجدة في الاردن، التحلي بأعلى درجات احترام الذات الوطنية الفلسطينية، ورسالتنا الوطنية والرياضية من خلال تصرفنا في الاردن الشقيق كأهل بيت وتوفير الإستضافة والمناخ والبيئة في أنبل أشكالها لضيوفنا وضيوف الأردن الأشقاء بعثتي المنتخبين السعودي والماليزي.

وختم الرجوب رسائله وقال: "أريد أن ارسل رسالة لمن أحسنوا لشعبنا على مدار 67 عاما من التشرد والهجرة المقرونة بالإصرار على العودة.. رسالة للكبار الذين قدروا صمود الشعب الفلسطيني ووقفوا معنا من موقع الإلتزام والإنتماء لفلسطين والقضية الفلسطينية في اطار استراتيجي كجزء من الأمن القومي العربي".