قال باحثون الاثنين (16نوفمبر/تشرين الثاني) إنهم استعانوا بكاميرات ذات سرعات فائقة لتصوير الخفافيش، ومراقبة حركاتها في حيز مغلق خاص تطير فيه، وتوصلوا إلى أن هذه الثدييات الطائرة تستغل الكتلة الزائدة لأجنحتها التي تعتبر ثقيلة بالنسبة إلى حجم الجسم في التعلق بأرجلها في السقف وقد تدلى الرأس إلى الأسفل. وتفعل الخفافيش ذلك عادة حتى تجثم معلقة في أسقف الكهوف أو متدلية من أغصان الأشجار.

وراقب الباحثون بجامعة براون نوعين من الخفافيش: الأول قصير الذيل، والثاني الآكل للفاكهة ذي الوجه الشبيه بالكلب. وتابع الباحثون حركات هذه الخفافيش باستخدام ثلاث كاميرات فيديو متزامنة ذات سرعات عالية تلتقط ألف صورة في الثانية الواحدة ثم درسوا كيفية توزيع الوزن على جسم الخفاش وأجنحته.

ووجدوا أنه من خلال رفرفة الجناحين معا ثم طي أحدهما فترة وجيزة نحو الجسم ينقل الخفاش مركز ثقل الجسم ليتسنى له الإتيان بضربة في الهواء تتيح له الشقلبة في الهواء ثم التعلق بالسقف. وقالت شارون شوارتز، أستاذة الأحياء بجامعة براون: "تقوم جميع الحيوانات الطائرة بالمناورة باستمرار، وهي تتعامل مع بيئة ثلاثية الأبعاد. وتستغل الخفافيش هذه المناورة الفريدة في كل مرة تطير فيها لأنه بالنسبة إلى الخفاش تستلزم هذه العملية إعادة توجيه الرأس للأمام والظهر إلى أعلى والبطن إلى الأسفل ثم خفض الرأس إلى الأسفل ورفع أصابع القدم للأعلى".

وعندما يقترب الخفاش من نقطة التعلق والهبوط لا يعمد إلى الطيران بسرعة لأن ذلك من شأنه أن يصعّب حشد هذا النوع من القوى الديناميكية الهوائية الناتجة عن الاندفاع في الهواء، مما يمكنه في نهاية المطاف من تحديد وضعه المقلوب. لكن أجنحته الثقيلة الوزن تمكنه من استغلال طاقة القصور الذاتي لإعادة توجيه الجسم في الهواء.

وقال كيني بروير، أستاذ الهندسة والبيئة وبيولوجيا التطور في جامعة براون، في الدراسة التي نشرتها دورية (بلوس وان بيولوجي)، "يشبه ذلك الطريقة التي يستخدمها الغواصون في ثني الجسم والدوران خلال الغوص".

وقالت شوارتز إنه عادة ما يستخف الناس بقدرات الخفاش ومهارته في الطيران لأنه كائن ليلي في الأساس. وقالت "لدى الناس فرص كثيرة لمراقبة الطيور والحشرات أثناء طيرانها نهارا لكن حياة الخفاش تتخفى وسط ظلمة الليل وكلما راقبنا سلوك الخفاش في الطيران كلما أذهلنا ذلك".