أشركت وزارة التعليم 6 جهات حكومية هي وزارات الشؤون الاجتماعية والداخلية والصحة والشؤون الإسلامية والأوقاف، علاوة على الرئاسة العامة لرعاية الشباب والجامعات ممثلة في كليات علم الاجتماع وعلم النفس والكراسي البحثية، ضمن خطتها التنفيذية لمشروع فطن الذي أطلقته أخيرا لوقاية المجتمع من المهددات الأمنية والاجتماعية والثقافية والصحية، وأكد مختصون أن المشروع وضع هذه المؤسسات على المحك، مشيرين إلى أهمية تفاعلها مع المشروع وإلا سيجهض قبل أن يؤتي أكله.

"الوطن" استطلعت آراء عدد من التربويين الذين أجمعوا على أن فكرة المشروع فكرة رائدة، بدءا بالاسم الذي يحمل دلالة تربوية كبيرة إلا أن التعامل مع المشروع ينبغي أن يكون مختلفا عن بقية المشاريع التربوية، إذ إن "فطن" يأتي في الوقت الذي يتعرض المجتمع لكثير من المهددات التي تستوجب أن تكون وزارة التعليم سدا ذريعا أمامها لحماية النشء منها.

خطوات إجرائية

قال عبدالعزيز البراق مدير إحدى المدارس الثانوية إن مشروع فطن مشروع وطني يجب ألا تقف مؤسسات الدولة مكتوفة الأيدي أمامه، وبالتالي تكون وزارة التعليم في مواجهة مع المجتمع الذي يترقب ما تؤول إليه مثل هذه المشاريع التي تحتاج إلى تكاتف مجتمعي كبير، وأشار إلى أن ترك المشروع لاجتهادات إدارات التعليم والمدارس سيحد من فاعليته، ولذلك يجب أن تكون هناك خطوات إجرائية لتفعيل المشروع الذي يستهدف كافة شرائح المجتمع، ويسعى إلى تعزيز عوامل الحماية من خلال برامج مجتمعية تنطلق من مبدأ الوقاية.

التعليم في الواجهة

أكد طارق الثقفي -تربوي- أن مثل هذه المشاريع لن تنجح إذ أوكلت للمدرسة ووقفت المؤسسات الاجتماعية الأخرى منها موقف المتفرج، مشيرا إلى أن ما تبنيه المدرسة في هذا الشأن ربما يهدمه الإعلام أو مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال: نتمنى أن نرى خطباء المساجد قبل المدارس يتحدثون عبر منابر الجمعة عن مشروع فطن ومهددات المجتمع الأمنية والاجتماعية والثقافية والصحية والاقتصادية، وأن نرى جهودا ملموسة لمؤسسات المجتمع الأخرى في هذا الجانب، مشيرا إلى أن المجتمع يضع التعليم دائما في الواجهة ويلقي باللوم على المؤسسات التعليمية وهي لا يمكن أن تنجح في مهمتها طالما أن المؤسسات الأخرى تقف موقف المتفرج.

مسؤولية مجتمعية

أشار الدكتور تركي القرشي من جامعة أم القرى إلى أن مسؤولية حماية وتحصين الشباب مسؤولية مجتمعية لا تقتصر على وزارة بعينها، فالتعليم أطلق زمام المبادرة بمشروع فطن ولكن ماذا عن الوزارات والمؤسسات الأخرى التي لا يقل دورها عن وزارة التعليم في تشكيل شخصية النشء.

وأوضح أن المدرسة اليوم لم تعد مؤثرة بشكل كبير في الناشئة لا سلبا ولا إيجابا بسبب تعدد المؤثرات وأهمها الإعلام بمختلف قنواته سواء الموجه أو الشخصي المتمثل في مواقع التواصل الاجتماعي التي تصاحب الطالب حتى داخل المدرسة.

وأضاف أنه من الظلم الحكم على نجاح أو فشل مشروع بهذا الحجم وهو في مهده ويحتاج من كافة مؤسسات المجتمع الرعاية والاهتمام ليحقق أهدافه.

4 ركائز

كشفت مصادر لـ"الوطن" في مشروع فطن أنه يعتمد على أربع ركائز في تعزيز المهارات الشخصية لدى الناشئة لمواجهة المهددات، وهي التدريب الذي يهدف إلى بناء برامج تدريبية متخصصة في تنمية المهارات السلوكية والفكرية الإيجابية، والتثقيف الذي يهدف إلى إمداد المجتمع بمواد ثقافية متنوعة لتنمية الفكر السلوك، والمشاركة المجتمعية التي تهدف إلى تفعيل مشاركة قطاعات المجتمع وكافة أفراده ومؤسساته، والاستشارات وتهدف إلى إقامة مراكز استشارات للوقاية من الانحرافات الفكرية والسلوكية بخبراء مختصين مؤهلين.

فكرة جيدة

قال عبدالرحمن الزهراني -ولي أمر- إن المشككين في نجاح فطن اعترفوا بأن المشروع فكرة جيدة ولكنهم يتساءلون عن الاستعداد والتهيئة لتبني مثل هذه المشاريع، وأنا كمواطن أقول لو أن كل فكرة جيدة كهذه ترددنا في تنفيذها بحجة أن الظروف ربما لن تخدمها لما عملنا شيئا، ولذلك إطلاق البرنامج لا يقل أهمية عن فكرته.

سياسة العمل في المشروع

المجال المالي: تغطية موازنة فطن من مصادر متنوعة والسعي لتوفير أوقاف خاصة به

الأنظمة: صياغة أنظمة مرنة تمكن فطن من تحقيق أهدافه

التقني: توظيف التقنية لخدمة فطن

الشراكات: تفعيل الشراكات مع كافة الجهات ذات العلاقة والخادمة لأهداف المشروع

الموارد البشرية: يتم توفيرها من خلال العاملين الرسميين والمتعاونين والمتطوعين