توقعت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن يكون عام 2015 هو الأكثر ارتفاعا في درجات الحرارة، منذ بدء تسجيلها لدرجات الحرارة في العالم.

وأفادت البيانات المتوفرة حتى نهاية أكتوبر/ تشرين الثاني الماضي بأن درجات الحرارة لهذا العام كانت عند معدلات "أعلى بكثير"، عن أي عام سابق.

وقال الباحثون إن فترة السنوات الخمس الماضية، منذ عام 2011 وحتى 2015، كانت أيضا الأدفأ منذ بدء التسجيل.

وأوضح الباحثون إذن ذلك الارتفاع في درجات الحرارة يرجع إلى ظاهرة النينو، وظاهرة الاحتباس الحراري التي ترجع لصنع الإنسان.

والنينو ظاهرة مناخية عالمية، ومعناها أن يؤثر تغير الحرارة في أحد المحيطات على الجو بمنطقة أخرى بعيدة.
وقالت المنظمة العالمية للأرصاد، التي تعرف اختصارا بـ"WMO"، إن تقديرها المبدئي، الذي يقوم على بيانات من الفترة من شهر يناير/ كانون الثاني وحتى أكتوبر/ تشرين الأول، أظهر أن المعدل العالمي لدرجة حرارة سطح الأرض لعام 2015 أعلى، بقيمة 0.73 درجة مئوية عنه في الفترة من 1961- 1990.

ووجد العلماء أيضا أن درجات العام الجاري أعلى بدرجة واحدة تقريبا، عن معدلها في الفترة من 1880 وحتى 1899.
"خبر سيئ"
وتعد فترة السنوات الخمس المنصرمة من 2011 وحتى 2015 أعلى بنحو 0.57 درجة مئوية، مقارنة بالفترة من 1961 وحتى 1990.
وقال الأمين العام للمنظمة ميشيل جارو: "حالة المناخ العالمي في 2015 ستسجل في التاريخ لعدة أسباب".
وأضاف: "من المتوقع أن يكون 2015 هو العام الأدفأ، حيث إن درجات حرارة سطح المحيطات هي الأعلى منذ بدء التسجيل، ومن المحتمل أن تتخطى حاجز درجة مئوية واحدة، وهذا خبر سيئ للكوكب بأسره".
وقال الدكتور "إيد هوكينز" عالم المناخ في جامعة ريدينغ: "لقد أصبحت آثار ارتفاع درجة حرارة الأرض أكثر وضوحا، في كل مكان في العالم".

وأضاف: "في بريطانيا، فإن طقسنا المتقلب يعني أن 2015 لن يسجل أي أرقام قياسية للدفء، لكن الرؤية الأبعد تظهر أن درجات حرارة بريطانيا قد ارتفعت، بنحوعشرين في المئة أسرع من المعدل العالمي. ويمكننا توقع استمرار هذا المعدل الأسرع في المستقبل".

وقالت منظمة الأرصاد العالمية إن ظاهرة النينو زادت قوتها خلال الأشهر القليلة الماضية، واعتبرت واحدة من بين الثلاث الأعلى منذ عام 1950.

ويقول الباحثون إن إنعكاس ظاهرة النينو يكون أوضح في العام التالي لحدوثها، الأمر الذي يعني أن العام المقبل 2016 سيكون أكثر تأثرا بها من عام 2015.

وظهرت درجات الحرارة القياسية في مناطق مختلفة من العالم، حيث سجلت الصين الفترة الأعلى من حيث درجات الحرارة مقارنة بنظيراتها في السنوات السابقة، بين شهري يناير/ كانون الثاني وأكتوبر/ تشرين الأول.

وضربت الموجات الحارة مناطق عديدة في العالم ، حيث شهدت الهند أعلى متوسط لدرجات الحرارة العظمى، فوق 45 درجة في بعض المناطق.

كما اجتاحت موجات حارة قارة أوربا، وشمال أفريقيا والشرق الأوسط ومناطق أخرى.

وترى منظمة الأرصاد العالمية أن الكثير من الظواهر المناخية الشديدة قد زادت احتمالات حدوثها بشكل كبير، خلال السنوات الخمس المنصرمة، خاصة ما يتعلق منها بارتفاع حرارة الأرض، وذلك نتيجة للتغير المناخي الناتج عن النشاط الإنساني.

ومن المرجح أن تتصدر هذه النتائج جدول المناقشات خلال قمة التغير المناخي، التي تعقد في العاصمة الفرنسية باريس الأسبوع القادم، حيث يهدف قادة ومسؤولو العالم للتوصل إلى اتفاق عالمي، يكبح من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون.