أكد الباحث في الشؤون الإسلامية الشيخ عبدالله بن يتيم العنزي أن خطف الأطفال الصغار جريمة نكراء، لا يقدم عليها إلا من تجرد من الأخلاق والمروءة، مبيناً أن الأصل الشرعي هو حرمة إيذاء الطفل؛ لدخوله في عموم قوله -عليه الصلاة والسلام - في خطبة الوداع: "فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا" متفق عليه.
وقوله -عليه الصلاة والسلام -: "المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يحقره. التقوى ها هنا - ويشير إلى صدره ثلاث مرات -. بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم. كل المسلم على المسلم حرام: دمه، وماله، وعرضه" رواه مسلم من حديث أبي هريرة. موضحاً أنه يُستثنى من ذلك ما إذا وُجدت مصلحة معتبرة شرعاً، كالتأديب، أما ضربه دون مصلحة فهو ممنوع شرعاً.
ووصف "العنزي" الخطف بالجريمة الأكثر قسوة في العالم؛ فهي أعظم من الضرب والتعذيب.
وأبان "العنزي" أن رعاية الأطفال واجبةٌ، وحبَّهم قرب إلى الله، كما قال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: "لولا أطفال رُضَّع، وشيوخ رُكَّع، وبهائم رُتَّع، لصُبَّ عليكم العذاب صبًّا".، فقد جعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الأطفال سبباً في عدم نزول العذاب. لافتاً إلى وجوب الرحمة والشفقة بهؤلاء الصغار الذين هم سبب الرحمة للأمة، محذراً من إيذائهم وتعذيبهم بكل الوسائل والطرق.
وقد أشاد "العنزي" في معرض حديثه بجهود ولاة الأمر في تتبع المجرمين الذين انتزعت من قلوبهم الإنسانية في حادثة خطف الطفلة "جوري الخالدي"، التي كانت حديث الشارع السعودي برمته منذ لحظة خطفها المشينة، والتي أسفرت الجهود المتواصلة والحثيثة لولاة الأمر -وفقهم الله - مساء أمس عن إعادتها إلى أحضان أمها سالمة، والقبض على الجناة بوقت قياسي، يعكس ما يتمتع به الأمن السعودي من متانة وتناسق منتظم في الأداء؛ ما ساهم في القبض على المفسدين الذين ينشرون الرعب والخوف بين أفراد المجتمع.
واختتم "العنزي" تصريحه سائلاً الله تعالى أن يوفق ولاة أمرنا لكل خير، وأن يحفظ هذه البلاد وشعبها من كل مكروه، إنه سميع مجيب.