نشر الجيش التركي قوة مكونة من 150 جندياً، وأكثر من 20 دبابة، في منطقة بعشيقة شمال مدينة الموصل العراقية التي يسيطر عليها تنظيم "داعش"، أول أمس الجمعة، مما أثار استياءً واسعاً بين الأوساط الحكومية والسياسية العراقية، وكاد أن يحدث أزمة في العلاقات بين البلدين.

واعتبرت الحكومة العراقية نشر القوات التركية بمثابة "خرق خطير للسيادة العراقية ولا ينسجم مع علاقات حسن الجوار بين البلدين"، ولا سيما أنه تم من دون طلب أو إذن من حكومة بغداد، بحسب تعبيرها.

بدوره عدّ الرئيس العراقي فؤاد معصوم، الأمر انتهاكاً للأعراف والقوانين الدولية ومساساً بالسيادة العراقية، وطالب حكومة أنقرة بسحب قوات بلادها من العراق، وعدم تكرار هذا الحادث مرةً أخرى.

واستدعت وزارة الخارجية العراقية، السفير التركي في بغداد، لمطالبته رسمياً بسحب قوات بلاده في الموصل.

في المقابل حاولت الحكومة التركية التخفيف من حدة الأمر، وقالت إن هؤلاء الجنود وصلوا للموصل ليحلوا محل قوة مماثلة متمركزة بالموصل منذ أكثر من عامين ونصف في إطار مهمة لتدريب قوات البيشمركة الكردية، وأن العملية تمت بعلم ومعرفة حكومة بغداد.

وقال رئيس الوزراء أحمد داود اوغلو، إن معسكر بعشيقة على بعد 30 كلم شمال شرق الموصل، هو معسكر تدريبي أُقيم لدعم قوات المتطوعين المحلية التي تقاتل الإرهاب، نافياً صحة ما تردد بأن نشر القوات هو تمهيد لشن عملية برية ضد تنظيم داعش في العراق.

يذكر أن تنظيم داعش يسيطر على مدينة الموصل شمالي العراق منذ يونيو 2014، وأجلت الحكومة العراقية مراراً تنفيذ عمليات عسكرية لاستعادة المدينة من التنظيم، الذي توسع نفوذه وعظُم تأثيره منذ السيطرة عليها، وكان سقوط الموصل بيده سبباً في إزاحة رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي من منصبه.