ينطلق اليوم في العاصمة السعودية، مؤتمر توحيد المعارضة السورية المعتدلة الذي سيخرج بموقف موحد من المفاوضات مع ممثلي النظام السوري على المرحلة الانتقالية في سوريا ومكوناتها. وبدوره أعلن الجيش السوري الحرّ أنه «توافق مع الائتلاف على الثوابت الأساسية للوثيقة التي ستقدم في مؤتمر الرياض».
وكشف عضو المجلس العسكري رامي الدالاتي لـ«الشرق الأوسط»، أن «أهم النقاط التي ستكون موضع بحث هي إسقاط النظام ورحيل بشار الأسد عن السلطة فورًا وإعادة هيكلة الجيش والأجهزة الأمنية»، مشيرًا إلى أن هذا التوافق «ينسحب أيضًا على ممثلي الفصائل الإسلامية المسلحة المشاركة في المؤتمر التي تحمل نفس القضية وتقاتل لنفس الهدف».
وأكد الدالاتي أن «ممثلي الجيش الحر في شمال سوريا إلى المؤتمر، هم: المقدم حسن الحاج علي، والرائد إياد شمس، والرائد حسن خليل، والرائد محمد منصور من (جيش النصر) في حماة، والعقيد فضل الله الحجي ممثل (فيلق الشام)، أما ممثلوه في الجنوب فهما العقيد بكور سليم والنقيب قاسم الحريري، بالإضافة إلى ممثلين عن (أحرار الشام) و(جيش الإسلام)». ولفت إلى أن «ممثلي الشمال سافروا إلى السعودية عبر تركيا، أما ممثلو الجنوب فسافروا عبر الأردن».
وأوضح الدالاتي أن «هناك بعض الملاحظات لدى ممثلي الفصائل العسكرية بسبب تدني عدد ممثليهم»، وقال: «سيكون هناك تفاوض في (فيينا 3) على وقف لإطلاق النار، ويجب أن يكون في هذه المفاوضات من يمون على المقاتلين الموجودين على الأرض، فلا يعقل أن يقتصر تمثيلنا على 15 شخصًا من أصل 110 (عدد المدعوين إلى المؤتمر)، أي بنسبة 10 في المائة فقط».
من ناحية أخرى، علمت «الشرق الأوسط» أن المؤتمر سينعقد في فندق إنتركونتيننتال في الرياض، برعاية سعودية. وتوقعت مصادر مشاركة في الاجتماع أن «يكون العمل شاقًا»، إلا أنها أكدت أن «القيادة السعودية حريصة كل الحرص على توفير المناخ الملائم لنجاح المؤتمر، والخروج بوثيقة تعبّر عن رأي كل أطراف المعارضة ومكوناتها بمن فيهم العسكر».
وأكدت المصادر أن «أهمية نجاح المؤتمر تترتب عليه نتائج إيجابية، سيما أنه سيتبعه مؤتمر (فيينا 3)، وسيكون بعده ذلك توجهًا إلى استصدار قرار عن مجلس الأمن الدولي يحمي هذا الاتفاق»، متوقفة عند كلام للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يتحدث فيه عن وقف لإطلاق النار في سوريا خلال شهر يناير (كانون الثاني) المقبل.
وأبدى ممثل ائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية لدى دول مجلس التعاون الخليجي أديب شيشكلي، تفاؤلاً بنجاح المؤتمر والوصول إلى وثيقة أساسية موحدة. وشدد في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «المشاركين يدركون أن هذا المؤتمر سيكون حاسمًا، وقد يكون المؤتمر الأخير لأطراف المعارضة». وأوضح شيشكلي أن «الاتفاق على توصيف المرحلة الانتقالية سيكون جوهر النقاشات»، معتبرًا أن «المعارضة هي الآن أمام فرصة تاريخية للخروج باتفاق على شكل المرحلة وأن تأخذ هي بالمبادرة، وإلا فإن القرارات الخارجية ستفرض عليها».
وأبدى ثقته بقيادة السعودية وبدورها في إنجاح المؤتمر والخروج بنتائج مضمونة. لافتًا إلى الدلالات الهامة لصيغة الدعوة التي تقول: «إن الهدف من هذا الاجتماع هو الخروج بوثيقة توافقية بين فصائل المعارضة المعتدلة حول مكونات المرحلة الانتقالية في سوريا، في إطار بيان (جنيف 1) وحسب ما تقتضيه مصلحة الشعب السوري».