لم يعد مهتما بالأضواء والتسليط الإعلامي بقدر حرصه على العودة إلى مداعبة كرة القدم التي اعتبرها معشوقته الأولى وظل يحلم بأن يصل معها إلى القمة سواء مع ناديه أو المنتخب السعودي الذي اعتبره حلما آخر يرواده ويسعى بقوة إلى تحقيقه في المستقبل، رغم العراقيل التي صعبت عليه طريق العودة.
محسن العيسى نجم الأنصار الذي انتقل إلى صفوف القلعة الخضراء، اختار «عكاظ» لكشف العديد من الأمور التي تخصه وناديه وتطلعاته للمستقبل، واقتصار اهتمامه في الوقت الراهن على دراسة العروض إلى جانب وكيل أعماله، وتحديد أبرز متطلبات المرحلة.
• تسعى إلى إنهاء علاقتك بالنادي الأهلي بطريقة غير متوقعة، لماذا؟
- الجميع يعلم أني عشت أياما جميلة للغاية في النادي الأهلي وعلى يقين بأن هذه الأيام لن تمحى من ذاكرتي فقد كانت تجربة ثرية استفدت منها كثيرا، لما فيها من تحديات ومواقف سواء كانت إيجابية أو سلبية سأعمل بكل جد على تلافيها مستقبلا، وصدقا أقول لك أنا الآن أكثر قوة منذ السابق ومتحمس للمستقبل، خاصة أني أملك الحافز إلى جانب جاهزيتي البدنية للعودة تدريجيا إلى الملاعب وكتابة اسم يخلد في تاريخ الرياضة السعودية.
• رغم هذه المقدمة، لم تجبني على سؤالي المحدد: لماذا سعيت لإنهاء هذه العلاقة؟
- أصدقك القول إني حاولت أن أتناسى المرحلة الأخيرة من مشواري مع الأهلي احتراما لرموزه وجماهيره العاشقة والتي ما زالت تحفني بأجمل العبارات وتستقبلني بحفاوة، ورغم ما شاب تلك المرحلة من مغالطات وتحزبات إدارية وفنية في الفريق الكروي الأول كنت فيها قد وصلت لكامل جاهزيتي، وكان الهدف إخفاء اسمي عن الساحة بعد الإصابة القوية التي تعرضت لها، إضافة إلى عدم دفع مستحقاتي المالية كاملة مع الفريق لفترة 8 شهور «رواتب متأخرة ومكافآت» وهو الأمر الذي اضطرني إلى تقديم شكوى إلى لجنة الاحتراف لفسخ العقد واستلام كافة حقوقي وكانت النتيجة منصفة.
• هل تعني بهذا الحديث أن هناك من سعى إلى إنهاء مشوارك الكروي مبكرا؟
- بكل أسف نعم، هناك من سعى لغيابي عن المستطيل الأخضر وتمثيل صفوف الفريق طوال هذه الفترة الطويلة، مستغلا منصبه الإداري وإصابتي بالرباط الصليبي لأهداف شخصية لا أقل ولا أكثر، ولكنني في المقابل ما زلت مرتاح البال كوني مؤمنا بأن الأرزاق بيد الله وحده.
• ما هي الأسباب من وجهة نظرك؟
- عجزت حتى هذه اللحظة عن تحديد الأسباب بنحو أدق، لا أخفيك حاولت مرارا وتكرارا أن أعرف السبب الحقيقي ولكنني فشلت رغم جلوسي مع كلا المدربين البرتغالي فيتور بيريرا والسويسري جروس وكلاهما أكد أنهما بحاجتي فنيا مع الفريق وكانت مطالبهما تقتصر على مضاعفة الجهد في التدريبات وانتظار الفرصة التي لم تكن تأتي سوى في بعض اللقاءات الودية.
• الإدارتان الحالية والسابقة أكدتا أن قرار إبعادك عن الفريق فني بحت، ما هو ردك؟
- الجماهير الأهلاوية تعرف قيمة محسن العيسى الفنية وكذلك المدربون المتعاقبون على الفريق بعد التشيكي ياروليم الذي كانت فترته «الذهبية» للأهلي وشكلنا فرقة رعب حقيقية وصلنا خلالها للعب على نهائي القارة، ولكن وكما يعلم الجميع تعرضت لإصابة وكنت أحتاج فقط للعودة التدريجية للمشاركة مع الفريق مجددا، إلى حين الوصول للمستوى المعهود والمعروف عن محسن العيسى، ولكنني صدقا أقول فوجئت بأن الموازين اختلفت تماما ولم أعد استلم حقوقي المادية لمدة طويلة دون توضيح أي أسباب، رغم حضوري اليومي للتدريبات دون تسجيل أي تأخير أو غيابات، ورغم مواجهتي لظروف عصيبة، وهو الأمر الذي كاد يحطمني نفسيا لولا إيماني التام بالله ولكن في المقابل تأكدت بأن العلة إدارية بحتة ولم تكن فنية.
• هل استلمت حقوقك المادية بعد قرار غرفة لجنة المنازعات الذي جاء لصالحك؟
- لم أستلم ريالا واحدا، ولكنني في المقابل على ثقة تامة بأن حقوقي لن تضيع، لذلك أجدني مهتما في المقام الأول بدراسة العروض المقدمة من الأندية وتحديد وجهتي المستقبلية بالطريقة التي تضمن لي مواصلة العطاء ومداعبة معشوقتي وسط أجواء مفعمة بالتحدي وروح التنافس ومدعومة جماهيريا.
• أين وجهتك المقبلة؟
- في يناير المقبل سيتحدد كل شيء وسيكون موعد انطلاقتي مع أحد الأندية المحلية بغض النظر عن المسميات التي لم أعد أهتم بها كثيرا بعد تجربة الأهلي بقدر اهتمامي باللعب ومداعبة كرة القدم كما سبق وذكرت، لكن سأحاول أن يكون جل تركيزي بأن تكبر فرصتي للمشاركة مع الفريق مستقبلا وهي النقطة الأهم لدي في مشواري المقبل الذي أطمح من خلاله إلى الوصول لتمثيل صفوف منتخبنا الوطني الأول.