العيون الزرقاء والبشرة الفاتحة من أهم السمات المميزة للإيرلنديين، لكن هذه البشرة "السلتية" (نسبة إلى شعوب غرب أوروبا في العصر الحديدي) لم تصل إلى إيرلندا حتى العصر البرونزي، قبل نحو أربعة آلاف سنة، عندما انتشر بسرعة تحول جيني نادر، وحتى ذلك الحين كان يمكن أن يبدو شكل الإيرلندي مثل الأوروبيين الجنوبيين أو أناس من الشرق الأوسط بأعينهم وشعورهم وبشرتهم الداكنة.
وهذا ما دعا فريق من علماء الوراثة بكلية ترينيتي بدبلن وعلماء آثار من جامعة كوينز في بلفاست بتتبع تسلسل الجينومات الأولى لسكان إيرلندا القدماء للإجابة عن الأسئلة بشأن أصول الشعب الإيرلندي وثقافته، من خلال بقايا امرأة فلاحة من العصر الحجري الحديث، عاشت قريبا من بلفاست قبل نحو 5200 سنة وثلاثة رجال من فترة لاحقة قبل نحو أربعة آلاف سنة في العصر البرونزي.
وأظهر تحليل الجينوم أدلة قاطعة على هجرة جماعية مع أصول تعود إلى منطقة الشرق الأوسط، حيث اخترعت الزراعة، مما يدل على أن الناس انتقلوا فعليا مع الزراعة إلى الجزر البريطانية.
وتوصل العلماء إلى أن جينومات العصر البرونزي مختلفة مع نحو ثلث أسلافهم القادمين من مشارب قديمة حول البحر الأسود، مما يدل على هجرة كبيرة ثانية حدثت مع انتقال الثقافة من العصر الحجري إلى عالم غلب عليه استخدام المعدن.
وكشف تحليل الجينوم أن شعر المزارعة من العصر الحجري الحديث أسود، وعينيها بنية، وكانت أكثر شبها بالأوروبيين الجنوبيين، ووجدوا أن المتغيرات الجينية في الرجال الثلاثة من العصر البرونزي كان بها نوع الكروموسوم الأكثر شيوعا في الإيرلنديين مع طفرة في الجينة (سي 282 واي) التي تؤدي إلى العيون الزرقاء.