لم تنته فصول مأساة مضايا بتفاصيلها من قصف ودمار وحصار وجوع وموت، حيث دخلت قافلة الإغاثة مضايا المحاصرة، مضايا الموت القابع في كل ركن، مضايا أشباه الإنسان، مضايا الأشباح البشرية.
وقالت الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر، إن شاحنات تحمل إمدادات طبية وغذائية وصلت إلى مضايا وبدأت في توزيع المساعدات.
وأعلن بافل كريزيك المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر إنه من المفجع حقا رؤية حالة الناس، وأضاف أنه لما اقترب من طفلة كان سؤالها الأول هل جئت لنا بالغذاء؟.
ورأى منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية المقيم في دمشق إنه رأى بأم العين أطفالا يعيشون سوء التغذية الحاد، ما أكد أنباء بوفاة عشرات الأشخاص من الجوع نتيجة نقص الرعاية الطبية.
وقال الطبيب محمد يوسف الذي يرأس فريقا طبيا محليا في مضايا، إن 67 شخصا لاقوا حتفهم إما بسبب الجوع أو نقص المساعدات الطبية خلال الشهرين الماضيين معظمهم من النساء والأطفال والمسنين.
وصرّح رئيس قسم العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة، أن 400 يجب أن يخرجوا فورا من مضايا لأنهم بأشد الحاجة إلى المساعدة.
من جهة أخرى، دخول المساعدات الإنسانية إلى مضايا والتي قال مسؤولو الصليب الأحمر الدولي إنها تكفي الأربعين ألف شخص الذين يقطنون المدينة لمدة شهر لم تقنع الحكومة السورية المؤقتة، إذ أعلن وزير الإدارة المحلية حسين بكري في لقاء مع العربية أن المساعدات التي دخلت إلى مضايا لا تكفي سوى 15 يوما.
ويبقى أن مضايا وإن دخلتها المساعدات الإنسانية لتروي بعضا من ظمأ وتسد بعضا من جوع تريد فك الحصار وترفض أن تكون محل مساومة وابتزاز النظام وميليشيا حزب الله حسب ما يقول ناشطون.