عززت جبهة النصرة وجودها العسكري في مدينة حلب وريفها الغربي في شمال سوريا، مستحدثة مراكز جديدة بعدما جابت نحو مئتي الية تابعة لها شوارع المدينة، وفق ما اكد المرصد السوري لحقوق الانسان وشريط فيديو للجبهة.

وذكر المرصد في بريد الكتروني الاربعاء ان الجبهة استحدثت "نقاطا جديدة" في احياء عدة في مدينة حلب ومحيطها، مشيرا الى "دخول رتل ضخم قبل يومين مؤلف من نحو مئتي آلية محملة بعناصر من جبهة النصرة (ذراع تنظيم القاعدة في سوريا) مدججين بالسلاح الكامل" الى المنطقة.

ونشر "مراسل حلب" في شبكة "المنارة البيضاء" الاعلامية التابعة لجبهة النصرة شريط فيديو على شبكة الانترنت يظهر عشرات السيارات الرباعية الدفع والحافلات الصغيرة التي تقل عشرات العناصر الذين يرتدي بعضهم لباسا عسكريا ويرفعون الرايات السوداء.

وتجوب السيارات شوارع رئيسية، بحسب ما يظهر الفيديو المعنون "جبهة النصرة ارتال المجاهدين تتوجه لتعزيز جبهات حلب".

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان "الرتل جاب شوارع وأحياء في مدينة حلب".

واضاف "الاستعراض العسكري في مدينة حلب تزامن مع استحداث جبهة النصرة مراكز جديدة لها لم تكن موجودة سابقا، وتحديدا في حي الفردوس بشكل اساسي وكذلك حيي الكلاسة وطريق الباب بالاضافة الى تعزيز نقاط تواجدها في بعض الاحياء".

وبحسب عبد الرحمن، قدم الرتل "من الريف الشمالي الغربي لحلب آتيا من محافظة ادلب (شمال غرب)" التي تسيطر عليها جبهة النصرة وفصائل اسلامية منضوية في اطار "جيش الفتح" منذ الصيف الماضي.

واضاف ان جزءا من عناصر جبهة النصرة عاد ادراجه الى ريف حلب الشمالي الغربي بعد انهاء جولته في المدينة، وتحديدا الى بلدة كفرحمرة.

ورجح عبد الرحمن ان يكون "الاستعراض مقدمة لاستلام جبهة النصرة جبهات القتال في حلب، استعدادا لقيادة المعارك فيها في المرحلة المقبلة، لا سيما في ظل ضعف الفصائل المقاتلة في المنطقة، وابرزها حركة نور الدين زنكي"، وهي فصيل اسلامي معتدل يضم نحو اربعة الاف عنصر ينتشرون في مدينة حلب وريفها الغربي منذ العام 2012.

وبحسب المرصد، تعتزم الحركة "الانسحاب الكامل من جبهات حلب وتركها للفصائل الأخرى جراء معاناتها من ضعف التمويل، إلى درجة انها لم تعد قادرة على اصلاح الياتها او حتى توفير الطعام لمقاتليها".

وتتقاسم قوات النظام السوري وفصائل المعارضة السيطرة على مدينة حلب منذ بدء المعارك في المدينة في العام 2012.

وتدور معارك بين قوات النظام وفصائل معارضة في بعض مناطق المحافظة واخرى بين قوات النظام وتنظيم الدولة الاسلامية في مناطق اخرى من الريف.

وقال قائد ميداني في الجيش السوري لوكالة فرانس برس منتصف الشهر الحالي ان المحافظة ستشهد "أكبر عملية عسكرية في سوريا منذ أن بدأت الحرب".