أثار تصريح لأستاذ السنة وعلومها بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور أحمد الباتلي، حول "عجوة المدينة" جدلاً واسعاً بين المختصين والتجار والمزارعين بالمدينة المنورة وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، ما دفع وزارة الزراعة للتعليق على الأمر.
وقال الدكتور الباتلي خلال مقابلة بقناة "المجد" الفضائية نهاية الأسبوع الماضي، إن تمر "العجوة" الذي يُباع حالياً في أسواق المدينة المنورة، ليس هو العجوة التي أوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم.
وأوضح أن تمر العجوة أصبح نادراً جداً، لأنه لا ينبت إلا في عالية المدينة فقط كما جاء في الحديث النبوي، فضلاً عن أن لونه "بنّي فاتح" وليس "أسود" كالمتداول حالياً بالأسواق، مبيناً أن التمر الذي يُباع حالياً بالمدينة يسمى "الوزنة" وهو صنف "رديء جداً"، وأن الكثير من المختصين والمزارعين وكبار السن في المدينة المنورة يقولون بهذا الرأي.
من جانبه رفض الباحث والمؤرخ التاريخي الدكتور عبدالعزيز كعكي ما ذهب إليه الدكتور الباتلي، معتبراً أنه لا يستند إلى إثباتات شرعية أو علمية، ويعد بمثابة طمس للحقيقة وتشكيك في عجوة المدينة المنورة، مؤكداً أن مؤرخين وكتابا وعلماء كباراً أجمعوا على أن عجوة المدينة هي العجوة المأثورة الواردة في الأحاديث النبوية، وهي تزرع في أنحاء المدينة كافة وعجوة العالية ذات أفضلية خصّها النبي صلى الله عليه وسلم عن باقي عجوة المدينة.
بدوره قال مدير عام إدارة الزراعة بالمدينة المنورة المهندس إبراهيم الحجيلي، بحسب ما أوردته صحيفة "المدينة" أن ما صرح به الدكتور الباتلي مبني على اجتهاد شخصي غلب عليه الشك واليقين، وأن العجوة الموجودة اليوم هي العجوة المأثورة الواردة في السنة النبوية، وهذا ما تواتر عليه أهل العلم والخبرة من علماء ومزارعين.
إلى ذلك أوضح الدكتور الباتلي أن حديثه حول "عجوة المدينة"، كان القصد منه التحذير من غش بعض الباعة ببيع تمور رديئة على أنها عجوة المدينة، الأمر الذي يعد من أكل أموال الناس بالباطل، وقد يؤدي إلى أضرار صحية، لمن يأكلون تلك التمور اليابسة والتي لم تخزن جيداً ويظنون أنها علاج ووقاية من السم والسحر.