دخلت قافلة مساعدات تضم 12 شاحنة اليوم الأربعاء إلى معضمية الشام المحاصرة من قبل قوات النظام السوري في دمشق، وحذر المجلس المحلي للمدينة من "كارثة إنسانية".
وقال المتحدث باسم الصليب الأحمر الدولي بافل كشيشيك إن عشر شاحنات محملة بالمواد الغذائية واثنتين تنقلان الأدوية والمعدات الطبية دخلت معضمية الشام، وأكد أن المساعدات الغذائية توزع على الأهالي بالمنطقة الفاصلة بين حواجز قوات النظام وفصائل المعارضة المسلحة.
وشدد كشيشيك -في حديث لوكالة الصحافة الفرنسية- على ضرورة إيصال المساعدات بشكل دوري إلى المناطق المحاصرة، وليس مرة واحدة بين الحين والآخر.
من جانبه، حذر المجلس المحلي لمعضمية الشام من كارثة إنسانية، وطالب الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية بتحمل مسؤولياتها القانونية والإنسانية تجاه المدنيين.
وجدد المجلس اتهام مكاتب الأمم المتحدة في سوريا بغض الطرف عن محاصرة قوات النظام السوري وعناصر حزب الله للمدنيين وتجويعهم.
واتهم في بيان الأمم المتحدة بمساعدة النظام السوري وتوزيع المساعدات للحي الشرقي الموالي للنظام، والذي يبعد نحو ثلاثة كيلومترات عن المدينة، عوضا عن مستحقيها من المحاصرين الذين يتضورون جوعا.
وقال المجلس في بيانه إنه عندما حاول السكان الخروج للحصول على المساعدات، تعرضوا للشتم والضرب وإطلاق الرصاص.
وتحاصر قوات النظام معضمية الشام منذ مطلع 2013 قبل أن يتم التوصل إلى هدنة بعد نحو عام، ما سمح بتحسن الظروف الإنسانية والمعيشية.
لكن الأمم المتحدة أعادت تصنيف المدينة بـ"المحاصرة" الشهر الماضي بعد تشديد قوات النظام للحصار ورصدها وفاة ثمانية أشخاص جراء النقص في الرعاية الطبية.
ووفق الأمم المتحدة، شهدت أسعار المواد الغذائية والسلع الأخرى ارتفاعا في الأشهر الأخيرة، في وقت تعاني المدينة من انقطاع الكهرباء منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2012.
ودفع النقص في المحروقات الأهالي إلى حرق البلاستيك للتدفئة، ما يفاقم المشاكل الصحية.
وغير بعيد عن معضمية الشام، ناشدت الهيئة الطبية في مدينتي مضايا وبقـّين الأمم المتحدة ومجلس الأمن التدخل العاجل لفك الحصار الذي تفرضه عليهما قوات النظام ومقاتلو حزب الله اللبناني.
وقال رئيس الهيئة الطبية في مضايا محمد يوسف إن سوء التغذية يتهدد حياة عدد كبير من المدنيين خصوصا الأطفال وكبار والسن، مضيفاً أن الحالات الخطيرة تتزايد بشكل متسارع.
ويعيش نحو 486 ألف شخص في سوريا تحت الحصار، أكثر من نصفهم تحاصرهم قوات النظام، من إجمالي 4.6 ملايين شخص يعيشون في مناطق "يصعب الوصول" إليها، وفق ما أعلن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية الشهر الماضي.