أعلن الأمين العام للجنة الأولمبية ومدير المنتخبات السعودية الأسبق محمد المسحل عدم نيته ترشيح نفسه لرئاسة الاتحاد السعودي لكرة القدم وقال ل"الرياض": "جهزت ملفاً متكاملاً لترشيح نفسي إلا أنني عدلت عن ذلك وألغيت الفكره تماماً، بسبب الوضع العام غير المساعد في بيئة العمل الرياضية في الوقت الراهن، وأتمنى التوفيق لكل من يرشح نفسه، ومشكلة الاتحاد الحالي هي في عدم وجود الاستراتيجية الواضحة التي يجب أن يسير عليها في كل برامجه وبالتالي أدت إلى النتائج التي نراها".
ودافع المسحل عن نفسه من الاتهامات التي تطاله حتى اليوم تجاه المدرب الهولندي ريكارد، وأمور أخرى في ثنايا حواره.
* بداية كيف ترى مستقبل الكرة السعودية؟
- السؤال كبير حقيقة، وعندما نتكلم عن مستقبل الكرة السعودية يجب أن نكون صادقين وواقعيين في الإجابة على هذا السؤال ومن وجهة نظري أرى أن الكرة السعودية تحتاج إلى عمل كبير وخطط طويلة وأخرى قصيرة المدى، ولابد أن يؤمن الشارع الرياضي بأمرين مهمين أولهما الصبر على العمل والذي لن يأتي بثماره خلال عام أو عامين وفيه نحتاج الى تثقيف الشارع الرياضي بما يحدث وعندما نقول الشارع الرياضي فنحن نتحدث عن كل من هم مهتمون بالحركة الرياضية من مسؤولين وإعلام ومتابعين رياضيين وجماهير الرياضة في المملكة العربية السعودية، الأمر الثاني دعم تلك الخطط من جميع الجهات ذات العلاقة سواء كانت اللجنة الأولمبية ورعاية الشباب والاتحاد السعودي والجهات الحكومية كوزارة المالية وأي وزارة أخرى يكون لها ارتباط بهذه الخطة التي متى ما وضعت ونفذت بالطريق السليم سنصل إلى الهدف الذي وضعناه.
* ألا توجد خطط لدى الاتحاد السعودي الحالي؟
- أنا مبتعد عن الاتحاد، ودوري الآن متابعة ما يحدث لكن ما أريد قوله إن الخطط التي توضع يجب أن تستمر مهما كان التغيير في الاشخاص العاملين أو من وضع تلك الخطط، والعمل عليها واستمراريتها وهنا يأتي دور الإعلام والشارع الرياضي بمتابعتها ومراقبتها ومحاسبة أي تقصير يحدث في عملها او تغيير مسارها.
* ما المشكلة -من وجهة نظرك- التي تمر بها الكرة السعودية؟
لاتوجد استراتيجية واضحة وهي المشكلة التي نرى نتائجها اليوم، والاستراتيجية يجب أن يوضع حجر الأساس لها من أول يوم عمل للاتحاد، ولا يتم التغيير فيها إطلاقاً، دعني اقول أن أي استراتيجة توضع ينطبق عليها "سياسة محرم المساس بها" من أي شخص كان.. تستطيع تغيير أي شي في الاتحاد أسماء تبعدهم وآتي بغيرهم إلا الاستراتيجية التي وضعت للمنتخبات والمسابقات المحلية فهي خط أحمر يجب عدم التعرض لها والمساس بها.
* أنتم وضعتم خططاً إبان إدارتكم للمنتخبات لكنها لم تستمر على الرغم من أنها أتت بنتائج على مستوى الفئات السنية لماذا لم يتم الاستمرار على تلك الخطط وتفعليها؟
- الأمير نواف بن فيصل عندما كان رئيساً للاتحاد وضع خطة للفئات السنية وعملنا عليها وفي تلك الفترة سيطرنا بمنتخبات الفئات السنية على مستوى الخليج سواء كان الناشئين أو الشباب والأولمبي، وسيطرنا على المستوى العربي إلا بطولة الشباب في المغرب، كسبها المنتخب المغربي بركلات الترجيح وبطولة منتخب الشباب في المغرب فاز علينا في النهائي المنتخب التونسي بركلات الترجيح، وللعلم الفريق التونسي هو الفريق نفسه الذي شارك في أولمبياد لندن، مما يعني أن الخطة التي وضعت وعملنا على تنفيذها كانت ناجحة.
* هل من المفترض أن يتم المطالبة بالنتائج في الفئات السنية؟
- كنا نعلم بأن مسألة التنظيم في العمل مهم جداً ولذلك لم يكن لدينا خوف من مسألة النتائج لعلمنا وثقتنا بانها ستأتي، وأتت في ظرف عام واحدة سيطرنا على المستوى الخليجي والعربي عدا البطولتين التي فاز بها المنتخب المغربي والتونسي بركلات الترجيح، ثقتنا بتحقيق نتائج كانت ترتكز على أننا نملك قاعدة كبيرة من الموهوبين في تلك الفئات وكل ما نحتاجه هو العمل المنظم المحكم والدقيق.
* هناك من يشكو عدم تعاون الأندية في تطبيق الخطط خصوصاً اذا ما كانت تستهدف فئيات سنية؟
- لابد أن يتم الضغط على الأندية بتفعيل خطط الفئات السنية اذا ما أردنا النجاح، قبل تسلمي لإدارة المنتخبات لم يكن هناك دوري للبراعم، وعملنا على استحداث دوري البراعم على الرغم من قلة الامكانات المادية في ميزانية الاتحاد في ذلك الوقت، وعلى الرغم من ذلك أنشأنا الدوري وتفاجأنا بمشاركة كل الأندية في دوري البراعم.
* هل أوقف العمل على خططكم التي وضعت من قبل الاتحاد الحالي؟
- نعم توقفت عدا منتخبين يشرف عليها خالد الزيد وعبدالله المصيليخ جزاهما الله خيراً، وهما يبذلان جهوداً شخصية في استمراريتها، أما البقية فقد أوقفت من قبل الاتحاد الحالي بحجة عدم وجود ميزانية كافية لتفعليها والعمل عليها.
* ربما رأوا أنها غير مجدية لاستمراريتها؟
- عندما وضعنا الخطط السابقة لم تكن ارتجالية ذهبت إلى دول عدة منها اسبانيا بلجيكا وبريطانيا وشاهدت طريقة العمل لديهم وأخذت منها ما نستطيع القيام به، وجلبنا فريق عمل اسباني وعملوا مع مدربين وطنيين، ومنهم الاسباني لوبيز كارو الذي أشرف على سبعة أو ثمانسة من نجوم إسبانيا الذين حققوا كأس أوروبا وكأس العالم وعملنا، وسار العمل بشكل سلس والنتائج كانت إيجابية، وللعلم الخطة التي عملنا عليها أخذتها اليابان وعملت عليها وكانت نتائجها جيدة، اليوم نحن توقفنا عن العمل بتلك الخطة والأخوة في دول الجوار يعملون بها ومنهم الأخوة في الإمارات الشقيقة وقطر.
* لكنك لم تسلم من الاتهامات بالهدر المالي؟
- الاتهامات في الوسط الرياضي أمر طبيعي ولن تسلم طالما أنك تعمل، وبشكل عام فالاتهامات نوعان الأول خارجي وهم من تتنافس معهم في الألعاب والثاني الصراعات الداخلية، للأسف البعض يرى بأنه الأحق في مكانك الذي تعمل فيه ويعتقد أن الجلوس على الكرسي "كشخة" من غير عمل، سيقذفك بالانتقادات من كل حدبٍ وصوب.. إذا زاد التنافس داخل المنظومة وأصبح تنافساً غير طبيعي فمصير المنظومة الفشل.
* ألا تزعجك تلك الاتهامات التي تطاردك؟
-لا، لا تزعجني لسبب بسيط أنني واثق ولله الحمد أن الذي يقال غير صحيح وغير دقيق، الأمر الثاني كبار المسؤولين في الدولة يعلمون أن محمد المسحل خرج من العمل في الاتحاد وله مستحقات مالية فهذا الكلام لا يزعجي إطلاقا ولا يهمني.
* لكنهم يقولون اثقلت كاهل الاتحاد بالديون بعقود المدربين والعاملين معك؟
- من يقول ذلك؟ الأمير نواف بن فيصل عند استقالته طلب الفاتورة من أحمد عيد ودفعها بالكامل، إذاً أين هي تلك الديون التي يتحدثون عنها؟ ثم أتت الادارة المؤقتة للاتحاد ولم تدفع الرواتب للعاملين.
سلمتُ تقريراً لأحمد عيد عن العاملين معي وقلت له تستطيع الاستغناء عنهم اذا كنت تريد ذلك لكنه رفض وأكد حاجتهم له، وبعد تسعة شهور لم يتسلم اولئك العاملين رواتبهم والإدارة الموقتة رموا باللائمة على الاتحاد السابق وأقصد هنا عهد الأمير نواف بن فيصل وهذا غير صحيح.
* كيف تقيم عمل الهولندي ريكارد كمدرب للمنتخب السعودي؟
- ريكارد اسم تدريبي عالمي لكن نجاحه كان يتوقف على عومل كثيره منها تعاون الأندية معه واللاعبون وأمور كثيرة، وهي مرحلة وانقضت؛ ثم إن ريكارد لم يدفع له ريال من خزينة الاتحاد.. من يريد التطرق لمحمد المسحل دائما يستذكر ريكارد وهنا أقول "الله يعينهم" أريد أن أذكر شيئاً عن ريكارد عندما سألت النجم الأرجنتيني ميسي عنه في مطار الرياض قال لم يمر علي حياتي الرياضية مثل المدرب ريكارد ذلك عندما أتى مع المنتخب الأرجنتيني في مباراة ودية مع المنتخب السعودي في الرياض.
* عملك في اللجنة الاولمبية هل انتهت باستقالة أم إقالة؟
- لا لا أنا قدمت استقالتي من اللجنة الاولمبية كأمين عام، وخطاب استقالتي قدمته للأمير نواف بن فيصل قبل أن يترك المنصب في نوفمبر 2014، وعندما جاء الأمير عبدالله بن مساعد أبلغته برغبتي في ترك العمل وطلب مني الاستمرار فترة معينة، وبعد ذلك انتهى دوري.
* هل سيرشح محمد المسحل نفسه لرئاسة الاتحاد السعودي لكرة القدم؟
- لا.. لن أرشح نفسي لرئاسة الاتحاد السعودي لكرة القدم مع انني كنت جاهز بملف متكامل لخوض سباق الرئاسة في الاتحاد السعودي إلا انني عدلت عن ذلك قبل شهر تقريبا والغيت الفكره تماما.
* لماذا؟
- لأن الوضع العام لا يساعد على العمل في الرياضة في الوقت الراهن ولذلك تراجعت.. وأدعو بالتوفيق لمن يرشح نفسه للاتحاد المقبل.
* بعيداً عن الوضع العام للكرة السعودية كيف ترى مستقبل نادي الاتفاق بعد التغيير وقدوم إدارة جديدة؟
- اعتقد أن التغيير أمر صحي وهذه سنة الحياة فلا أحد يخلد في مكانه حتى الاعمار تفنى، وفي الاتفاق الإدارة الحالية تسيّر الأمور بشكل جيد، بالتأكيد أنها ستواجه بعض الصعوبات ولكنها قادرة على التغلب عليها ونتمنى لهم التوفيق والصعود بالفريق إلى "دوري عبد اللطيف جميل".
* خروج الرئيس عبدالعزيز الدوسري من الاتفاق كيف رأيته؟
- طبيعي والتغيير يحدث في كل العالم، لولا بعض السلبيات التي حدثت من سجال اعلامي قبل الانتخابات والأمور هادئة الآن.