طغت في الشارع الرياضي مطالبات الأندية بطاقم حكام أجنبي لإدارة مقابلاتها، وكانت المواجهة النهائية على كأس سمو ولي العهد السعودي للمحترفين التي أقيمت قبل أيام واحدة منها، بيد أن دعم الإتحاد السعودي لكرة القدم ولجنة الحكام بقيادة عمر المهنا وقف في صف الحكم السعودي، ليكون الدولي مرعي محمد عواجي عند مستوى الحدث بعد نجاحه في قيادة النهائي إلى بر الأمان، ويؤكد بنجاحه حضور الحكم المحلي متى ما منح الثقة، وأنه الأحق بإدارة مثل هذه المقابلات النهائية والتشرف بالسلام على راعي المباراة ولي العهد الأمير محمد بن نايف الذي يرى «أبو محمد» في كلماته الحانية بلسما له والسلام عليه وسام شرف ومكرمة لن ينساها.

• بداية، نبارك لك نجاحك في قيادة المواجهة النهائية على كأس سمو ولي العهد، ونود أن نعرف متى تلقيت خبر تكليفك بقيادتها؟

•• شكرا لك وللجميع، وما تحقق من نجاح هو أولا وأخيرا بفضل من الله عز وجل ثم بما هيئ لنا كحكام سعوديين من إمكانات تزيد فرص النجاح، وقد تلقيت خبر التكليف قبل أربعة أيام من موعد المباراة.

• كيف هيأت نفسك لقيادتها، خصوصا في ظل حالة عدم رضا الشارع الرياضي عن التحكيم؟

•• بداية نحن كحكام تعودنا أن نكون في أتم الاستعداد لإدارة أي مواجهة مهما كانت قوتها والفريقان المتقابلان فيها، وبعد أن كلفت بإدارة لقاء النهائي بين الهلال والأهلي كان همي الوحيد أن أكون محل الثقة والخروج بالمواجهة إلى بر الأمان، خاصة أننا كحكام سعوديين كنا نتمنى أن نقود مواجهات بهذه القوة وهذا الحضور المميز، لنثبت نجاحنا وقدرتنا متى ما منحنا الثقة، أما ما يخص حالة عدم الرضا فهذا أمر طبيعي سواء على المستوى المحلي أو الدولي، فالحكام عادة لا يجدون الرضا التام من المتابعين.

• ماذا قال لك سمو ولي العهد، وما وقع كلماته عليك؟

•• حقيقة يكفي الإنسان فخرا السلام على راعي المباراة سمو سيدي ولي العهد الذي كان حانيا في تعامله وفي كلماته الأبوية مع الجميع، ولن أنسى ما حييت بشاشته وتواضعه وكلماته التي قالها وكانت بلسما لي ولزملائي: «لقد نجحتم في إدارة المباراة بأداء مميز، وأتمنى وجود الحكم السعودي دائما، فالمواطن هو عماد الوطن وثروته»، وأحسست بقيمة الترابط بين القيادة والشعب واهتمامهم بكل ما يخص الوطن ومواطنيه، وهذه نعمة من الله ندعوه أن يتمها علينا ويحفظها لنا.

• من أول من بارك لك نجاحك في قيادة المواجهة؟

•• بأمانة منذ ظهور خبر تكليفي شعرت بمؤازرة الجميع لي ووقفتهم معي على مستوى المجتمع بكافة أطيافه مرورا بالمسؤولين والإعلاميين والجماهير وحكام من داخل المملكة وخارجها، وهذا كله منحني الثقة بفضل الله التي وفقت بها لقيادة المواجهة التي وجدت من خلالها التهاني من الجميع دون استثناء أو تحديد أولويات، فالكل دعم وبارك، وأنا ممتن لله أولا ثم للجميع على ما تحقق، ولا أنسى عائلتي ودعوات والدتي أطال الله عمرها ومتعها بالصحة والعافية.

• يتساءل البعض عن سر وفائدة نزول الحكام لملعب المباراة قبل بدايتها، فمن خلال خبرتك ما الفائدة من ذلك؟

•• لا يوجد في الأمر سر، ولكن هذا عرف عام اتخذه الحكام باعتبار أن الحكم مثل اللاعب يهمه الدخول في أجواء المقابلة مع تفحص الملعب قبل البداية.

• هل شعرت بالخوف والرهبة من رد فعل الإعلام والجماهير قبل المواجهة بما قد يؤثر في عطائك داخل الميدان؟ وكيف كان تعاون اللاعبين معك؟

•• لم أشعر بالخوف، فقد وصلت من الخبرة إلى ما يحول بيني وبين ذلك، فالحكم إذا دخل للملعب بذلك الشعور فهو بداية السقوط وعدم النجاح مهما كان ماضيه ناجحا، فأنا ولله الحمد لم أخش المباراة، وكان كل همي تطبيق القانون بما يرضي الله أولا ويحقق التنافس العادل بين الطرفين، وإحقاقا للحق فقد لمست من الجميع التعاون والكل تفرغ لأداء مهمته، واللاعبون السعوديون محترفون ولديهم كامل الوعي، وأنا كحكم أطلب النجاح كما يطلبونه، لذا لم تظهر حالات خارجة عن المألوف، فلهم مني كل الشكر دون استثناء على ما وجدته منهم من تعامل وحرص على تقديم الحدث بما يليق وأهميته.

• ظهرت بعد المواجهة أقوال هنا وهناك تؤكد إعلانك اعتزال التحكيم، فما صحة ذلك؟

•• سمعت بذلك مثلكم، فما تم تداوله غير صحيح مطلقا، وحقيقة لا أعلم من أطلق مثل ذلك القول، ولكن في مجتمعنا الرياضي عادة ما تتردد كثير من الشائعات التي لا أصل لها، فما زال لدي الكثير لأقدمه في خدمة الرياضة السعودية.

• كيف تنظر لهجوم مسؤولي الأندية على التحكيم، واتهام الحكام بتعمد الأخطاء؟

•• ما يحدث من بعض مسؤولي الأندية يعد أمرا طبيعيا، فلن يصل الحكام للرضا مهما قدموا واجتهدوا، ولكن دعنا نأخذ بعض أقوالهم بحسن نية، فربما تكون بعض الكلمات ناتجة من تصرف لحظي بعد انتهاء المباراة، وهذا أمر طبيعي في عالم الكرة، ولكن دعني أخالفك الرأي في ذلك ولننظر للأمر بعيدا عن الجزم بأنهم يتهمون الحكم بالتعمد، ولكن دعنا نقول إنهم يخافون دائما من أخطاء الحكام المحليين، وكما قلت سابقا نحن بشر ولسنا معصومين من الخطأ، ولكنها تظل أخطاء تقديرية وغير مقصودة، فالأخطاء واردة ولعل ما نراه من أخطاء من الحكام الأجانب الذين أداروا بعض مباريات الدوري السعودي خير شاهد على أن الأخطاء واردة في كل مجال، كما أنها جزء من اللعبة وجمال الكرة فيها وفي جدليتها.