قضت محكمة الجنايات في دبي، أمس، بمعاقبة رجل إفريقي بالسجن 10 سنوات، لإقدامه على قتل ابنه غير البيولوجي ضرباً، لإهماله في واجباته المدرسية.
وقال تقرير الطب الشرعي المرفق بأوراق الدعوى، إن وفاة الطفل جاءت نتيجة تمزق الأمعاء الدقيقة نتيجة ضرب مبرح تعرض له على الصدر والبطن، ما أدى إلى تسرب محتوى الأمعاء بالتجويف البطني. وبين أنه بمعاينة جثة الطفل تبين وجود إصابات على رأسه ووجهه، ما يشير إلى وقوع اعتداء متكرر ومبرح وعنيف عليه، بعضه سابق ليوم الواقعة.
وقالت الشرطة في التحقيقات، إن المتهم اعتاد على ضرب ابنه لاهماله في واجباته المدرسية، وأنه في يوم الواقعة وجه إلى الطفل لكمات عدة بأداة صلبة إلى أنحاء متفرقة من جسمه، وبعدها بدأ الطفل يتقيأ، فقام المتهم بإعطائه الحليب، وبعدها سقط أرضاً فنقله إلى المستشفى، إلا أنه كان قد فارق الحياة. بينما قال تقرير الطب الشرعي الخاص بفحص جثة المجني عليه إن المتهم تأخر في نقل الطفل إلى المستشفى، وإن الوفاة حصلت نتيجة تمزق الأمعاء الدقيقة لتعرضه للضرب المبرح على الصدر والبطن، ما أدى إلى تسرب محتوى الأمعاء بالتجويف البطني.
وأضافت أن والد الطفل أفاد أمام الشرطة أنه كان يضرب المجني عليه لإهماله في دروسه وواجباته المدرسية، ولأنه يتبول لا إرادياً في فراشه، فكان يعتدي عليه بشكل مستمر بسبب ذلك. وأوضحت الشرطة أنه بسؤال القاطنين في البناية التي يقطنها المتهم والمجني عليه، أقروا بأن المتهم اعتاد على الاعتداء بشكل دائم على المتوفى، وبأنهم كانوا يسمعون صراخ وبكاء الطفل، وأن حارس البناية أفاد بأنه بتاريخ سابق للواقعة، شاهد المتهم والطفل في حوض السباحة الموجود بداخل البناية، وأنه أثناء ذلك كان المتهم ممسكاً برأس المجني عليه ويضغط عليه إلى الأسفل في الماء بقوة ويحاول إغراقه، وعند سؤاله عن سبب فعله ذلك أفاد بأنه يُعلّم الطفل السباحة.
وقالت معلمة الطفل المتوفى في تحقيقات النيابة العامة، إنها كانت تدرس المجني عليه في المدرسة، وكانت تعطيه دروساً خصوصية في منزله، مبينة أنها في البداية لم يظهر لها قيام المتهم بالاعتداء على المتوفى، إلا أنها بعد ذلك لاحظت تخوف المتوفى من المتهم، وشاهدت انتفاخاً في وجهه، وسألته عن سبب ذلك، فأخبرها أنه بسبب سقوطه على الطاولة، فلم تصدقه، فأخبرها المتوفى بأن المتهم من يعتدي عليه بالضرب، وبعد ذلك توقفت عن إعطاء الطفل الدروس الخصوصية في المنزل، وفي إحدى المرات شاهدته بالمدرسة وعليه علامات احمرار على خده، وكأنه تم الاعتداء عليه بالضرب.
ولفتت المعلمة إلى أنها كانت تشاهد خلال تلك الفترة آثار الضربات على عين المتهم وأذنه ورأسه، إلى أن تم عقد اجتماع بين إدارة المدرسة والمعلمات، فعرضت حالة الطفل، وأنه يتعرض للاعتداء المستمر من قبل المتهم، فباشرت المشرفة الموضوع، وبعدها علمت أن المشرفة استدعت المتهم وتحدثت إليه، وأنه من خلال حديثها مع المتهم تبين لها أنه يرغب في أن يكون المتوفى متميزاً دراسياً، وأنه يصرف عليه كل أمواله.
وبينت التحقيقات أن المتهم أحضر الطفل من موطنهما قبل نحو عام، وأنهما يعيشان في شقة سكنية ببناية في منطقة القصيص.