شدد السفير السعودي بدولة لبنان علي عواض عسيري على أن ما حدث من لبنان مثّل خطأ كبيرا بحق المملكة وأن المملكة تنتظر إجراء معينا من الحكومة اللبنانية لإصلاح هذا الخطأ دون أن تفرض شروطا أو حلا من جانبها، مؤكدا أن على اللبنانيين إدراك ما يجب أن يفعلوه.
جاء ذلك خلال مقابلة لعسيري مع "فرانس 24"، قائلا إن المملكة لم تتخل عن لبنان منذ زمن بعيد وكانت التوقعات بين الشعبين كبيرة والعلاقة وثيقة، لذا فأي شيء يعكر صفو هذه العلاقة مهما صغر يصبح كبيرا.
وأضاف: "ما حصل من لبنان في القاهرة ثم بمدينة جدة كان خطأ كبيرا في حق المملكة العربية السعودية لا يعكس العلاقة المميزة بين البلدين، ما أغضب المملكة وقيادتها"، مشيرا إلى أن وزير خارجية لبنان كان ممثلا للبنان وليس لحزب الله، وبالتالي أي شيء يصدر عنه يكون ممثلا للدولة، فكان الموقف موقفا لبنانيا والقرار لبنانيا.
وتابع: "ننتظر إجراء معينا ينسجم مع حجم الخطأ الذي حدث، وليس من حقي أن أملي عليهم ما يجب أن يفعلوه، ولن أسمّي ما الذي تنتظره المملكة"، مؤكدا: "هناك خطأ كبير يحتاج إلى علاج، والمملكة لا تملي شروطا ونترك كيفية علاج هذا الخطأ لمن أحدثوه وبالطريقة التي يرونها تناسب حجم الخطأ وتناسب العلاقة التاريخية بين البلدين".
وتساءل عسيري عن مصلحة لبنان مع البلد الذي اتخذت المواقف التي أغضبت السعودية من أجله وكم لبنانيا يوجد بهذا البلد وما حجم المصالح التجارية معه مقارنةً بالمملكة، مشددا على أن مسؤولي لبنان مطالبون بالنظر إلى مصلحة لبنان أولا ومع من تكون، حيث إن المملكة لا تعطي لبنان لتطلب منه بل لأجل استقراره ومن أجل تحصينه مما يحيط به من مخاطر.
وأكد عسيري أنه لم يصل إلى سفارته أي توجيهات بشأن تصعيد الموقف السعودي من لبنان كوقف الطيران أو سحب الودائع السعودية من لبنان، مشيرا إلى أن هناك جهودا تبذل لكي لا تصل الأمور إلى هذا الحد.
وعن الرد على طلب الحكومة اللبنانية قيام وفد منها بزيارة المملكة، قال: "لم يتم تحديد موعد للزيارة وأرسلنا رسالة رئيس الوزراء اللبناني للمملكة، وبشأن الموافقة على الزيارة فإلى الآن ليس هناك شيء".