تبدأ لجنة فلسطينية خاصة غدا الأحد عملها في التحقيق بمقتل عمر النايف الأسير الفلسطيني السابق والقيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الذي قامت السلطات البلغارية بتشريح جثته اليوم من دون مشاركة اللجنة الفلسطينية.
ووجهت الاتهامات للسلطات الإسرائيلية بتنفيذ عملية الاغتيال التي جرت داخل مقر السفارة الفلسطينية في صوفيا. وشكل الرئيس الفلسطيني محمود عباس لجنة خاصة للتحقيق في مقتل النايف الذي كان لجأ إلى السفارة الفلسطينية لحمايته من ملاحقة الأجهزة الإسرائيلية.
وتتألف لجنة التحقيق الفلسطينية -التي وصلت العاصمة البلغارية صوفيا اليوم السبت- من ممثل عن الجبهة الشعبية التي ينتمي إليها النايف ومسؤول أمني من المخابرات الفلسطينية ووكيل وزارة الخارجية تيسير جرادات.
وقال جرادات إن لجنة التحقيق ستبدأ عملها غدا الأحد.
وأضاف جرادات -في مقابلة مع الجزيرة- أن الجانب البلغاري أبلغ نظيره الفلسطيني بعدم السماح له بمشاركة الفريق الطبي في عملية التشريح، لكنه التزم بتقديم نسخ من تقرير التشريح لعائلة عمر النايف وللجانب الفلسطيني.
وكانت التحريات الأولية في قضية اغتيال النايف أشارت إلى وجوده ملقى في حديقة السفارة الفلسطينية بالعاصمة صوفيا أمس الجمعة وعليه آثار تعذيب.
ونقل مراسل الجزيرة عن النائب العام البلغاري أن النايف وجد في حالة حرجة، وأنه نقل حيا إلى المستشفى ولفظ أنفاسه داخل سيارة الإسعاف.
كما ذكر المراسل نقلا عن مصادر أن جثة الأسير الفلسطيني السابق لا يوجد فيها أي أثر لطلقات نارية، وإنما يبدو من المعاينة الأولى كأنه ألقي من مكان شاهق، علما بأن المنطقة التي وجد فيها النايف ليست فيها بنايات عالية.
وأفاد في وقت سابق بأن السفارة الفلسطينية في صوفيا لا تتضمن أي معايير أمنية، إذ لا توجد هناك أي حراسة ليلية أو نهارية ولا كاميرات مراقبة، وهو ما يعني أن النايف لم يكن محميا بالشكل المطلوب داخل السفارة.
اتهامات لإسرائيل
وكان السفير الفلسطيني في بلغاريا أحمد المدبوح قد قال إن عمر النايف (51 عاما) كان مناضلا ومقاوما للاحتلال الإسرائيلي.
وأضاف المدبوح -في تصريح صحافي- أن ملاحقة السلطات الإسرائيلية للنايف أدت إلى اغتياله.
أما شقيق عمر النايف فقد طالب كلا من السلطات البلغارية والرئيس الفلسطيني بالتحقيق في جريمة اغتيال شقيقه بمقر السفارة الفلسطينية التي لجأ إليها قبل نحو شهرين بعد تعرضه لتهديدات بالقتل.
وقد أدانت كافة الفصائل الفلسطينية اغتيال النايف واتهمت فصائل -بينها حركتا المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي- إسرائيل بالوقوف وراء اغتيال النايف، وحملت عائلته كلا من الخارجية الفلسطينية والسفارة في العاصمة البلغارية المسؤولية عن عدم حمايته.
وتعود قصة عمر النايف إلى العام 1986 حين اعتقل بتهمة المشاركة في قتل مستوطن بمدينة القدس وحكم عليه بالسجن المؤبد، وبعد أربع سنوات من السجن نقل إلى مستشفى في مدينة بيت لحم، حيث تمكن في وقت لاحق من الهرب إلى دولة عربية ثم استقر في بلغاريا عام 1994.