بدأت أعمال لجنة التحقيق البلغارية في وفاة الأسير الفلسطيني السابق عمر النايف، الذي عثر على جثمانه في مقر السفارة الفلسطينية، وتشتبه عائلته وجهات فلسطينية في أن إسرائيل اغتالته.

وقال الادعاء العام في لقاء بالعاصمة صوفيا مع ممثلي أسرة النايف إن تقرير خبراء الطب الشرعي يشير إلى ما سماه "آثار فعل خارجي" على جثمانه الذي عثر عليه في مبنى السفارة يوم 26 من الشهر الماضي.

ونقل مراسل الجزيرة عيسى طيبي عن المدعي العام البلغاري سوتير تساتساروف قوله إن مشهد وفاة النايف داخل السفارة الفلسطينية في صوفيا غير واضح، وإن صورة ما جرى لم تكتمل لدى المحققين البلغاريين.

وقال طيبي إن المدعي العام قابل صباح الثلاثاء رانيا أرملة عمر النايف، مضيفا أنه لم يبلغها بموعد انتهاء التحقيق، مما يعني أنه سيكون مفتوحا.

وأضاف أن المدعي العام صرح بأن الصورة غير واضحة لدى السلطات؛ إذ لا تعرف ما إذا كانت وفاة النايف بسبب اعتداء تعرض له أو أنه انتحر.

كما قال المراسل إن الحكومة البلغارية ستأخذ في الاعتبار علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل في ضوء الشبهة القائمة في ضلوع الموساد الإسرائيلي في تصفية النائب.

أطباء دوليون

أما رانيا النايف فقالت بُعيد خروجها من جلسة استجواب مع المدعي العام البلغاري إنها لا تثق في تحقيقات البلغاريين، وإنها لا تتوقع أن تسفر عن حد أدنى من الحقائق، حسب تعبيرها.

وأضافت أنه في حال صدور نتائج غير التي تتوقعها عائلة النايف، فستستدعي أطباء دوليين يتولون التحقيقات الطبية.

وزاد مستوى الشبهات في تورط إسرائيل إثر تضارب التصريحات البلغارية عن سبب الوفاة المحتمل، وكذلك بعد ورود أنباء عن ضغوط تعرض لها عمر النايف لمغادرة السفارة الفلسطينية قبيل العثور على جثمانه.

وكان النايف اعتقل عام 1986 بتهمة قتل مستوطن إسرائيلي في القدس المحتلة، وتمكن من الهرب من سجانيه الإسرائيليين بعد نقله إلى مستشفى في بيت لحم (جنوبي الضفة الغربية)، وتنقل لاحقا في عدد من الدول العربية قبل أن يستقر منذ عام 1994 في بلغاريا.

وقال شقيقه وقيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين -التي كان النايف أحد أعضائها- إن إسرائيل طلبت قبل شهرين من السلطات البلغارية تسليم عمر النايف، مما دفعه للجوء إلى السفارة.