سلط تقرير صحفي أعدته وكالة الأنباء السعودية، الضوء على العلاقات السعودية المصرية، منذ زيارة الملك فاروق (ملك مصر آنذاك) عام 1945 إلى المملكة، وزيارة الملك عبدالعزيز إلى مصر في العام التالي.

وتؤكد العلاقات المتميزة بين السعودية ومصر حجم المكانة التي يتمتع بها البلدان على الأصعدة العربية والإسلامية والدولية، وتدلل على أن البلدين هما جناحا الأمن القومي العربي، وعليهما يقع العبء الأكبر في تحقيق التضامن العربي.

الملك عبدالعزيز يؤسس للعلاقات السعودية - المصرية

وأبرز التقرير أول لقاء تاريخي جمع الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن بالملك فاروق ملك مصر عام 1945م، في منطقة جبل رضوى شمال غرب المملكة، والذي تم خلاله وضع السياسة الثابتة لمستقبل العلاقات الثنائية بين المملكة ومصر.

وكانت الزيارة التاريخية للملك عبد العزيز لمصر عام 1946م، حيث استقبله الملك فاروق على "يخت المحروسة"، وتمخضت الزيارة عن موافقة الملك عبد العزيز بشكل نهائي على انضمام المملكة العربية السعودية للجامعة العربية، وتوافقت الرؤى بين الملكين على التزام الدول المؤسسة للجامعة العربية بالدفاع المشترك عن فلسطين.

وكان الملك عبدالعزيز حينها يدرك الأهمية الإستراتيجية للعلاقات المصرية السعودية، وانتهى إلى مقولته الشهيرة "لا غنى للعرب عن مصر، ولا غنى لمصر عن العرب".

ومنذ ذلك الحين، شهدت العلاقات بين الرياض والقاهرة تنامياً متزايداً على الصُعُد كافة، حيث تم فى 27 أكتوبر عام 1955م توقيع اتفاقية دفاع مشترك بين البلدين، وقد رأس وفد المملكة في توقيعها بالقاهرة الملك فيصل ـ رحمه الله ـ.

وأثناء العدوان الثلاثي على مصر عام 1956م، وقفت المملكة إلى جانب مصر عسكرياً وسياسياً واقتصادياً، كما ساندت المملكة مصر في حرب العبور عام 1973 ضد إسرائيل، وأوقفت تصدير النفط إلى الغرب لدفع الدول الكبرى لردع إسرائيل.

تعزيز العلاقات في عهد الملك سلمان

وأشار التقرير إلى تعزيز البلدين علاقتهما منذ تولي الملك سلمان بن عبدالعزيز الحكم، حيث قام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بزيارة للمملكة في 28 فبراير 2015 م، التقى خلالها بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وتم خلال الزيارة التأكيد على دعم العلاقات السعودية المصرية والعمل المشترك بما يحقق مصلحة الأمتين العربية والإسلامية.

وفي 27 مارس 2015م، قام خادم الحرمين الشريفين بزيارة لمصر، لحضور القمة العربية في دورتها الـ 26، استقبله خلالها الرئيس السيسي، قبل أن يقوم الأخير بزيارة للمملكة ولقاء الملك سلمان فى 2 مايو 2015م.

كما قام الرئيس المصري بزيارة للمملكة للمشاركة فى أعمال القمة العربية اللاتينية في نوفمبر 2015، أعقبها بزيارة أخرى في مارس الماضي لحضور العرض الختامي لمناورات "رعد الشمال" بمدينة الملك خالد العسكرية بحفر الباطن.

كما قام الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد وزير الدفاع بزيارة لمصر فى 15 ديسمبر 2015م، استقبله خلالها الرئيس عبد الفتاح السيسى، وتمخض عن الزيارة تأسيس مجلس التنسيق المصري السعودي المشترك، الذي يهدف إلى تعزيز التعاون والتبادل التجاري والاقتصادي بين المملكة ومصر.

علاقات اقتصادية متميزة

استعرض التقرير العلاقات الاقتصادية المتنامية بين البلدين، حيث تبوأت الاستثمارات السعودية خلال العقود الثلاثة الماضية، المرتبة الأولى بين الدول العربية المستثمرة في مصر، والمرتبة الثانية على مستوى الاستثمارات العالمية، بقيمة تجاوزت أكثر من 71 مليار جنيه مصري، وبلغ حجم استثمارات المملكة فى مصر 5.777 مليار دولار بعدد شركات مؤسسة 3.057 حتى 31 ديسمبر 2013م.

تعاون عسكري متنامٍ

قام ولي ولي العهد وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بزيارتين لمصر العام الماضي، فيما قام وزير الدفاع المصري صدقي صبحي بزيارة الملمكة في 10 إبريل 2015
.
وشاركت القوات البحرية المصرية والسعودية في 14 فبراير 2015 في المناورة البحرية "مرجان 15"، لتأمين المياه الإقليمية وحركة النقل بنطاق البحر الأحمر، كما قام جيشي البلدين بالعديد من المناورات التدريبية المشتركة مناورات "تبوك" للقوات البرية، ومناورات "فيصل" للقوات الجوية، ومناورات "مرجان" للقوات البحرية، ومناورات "رعد الشمال" بحفر الباطن.