أظهر معلمو مدرسة ثانوية في مدينة الهفوف (محافظة الأحساء)، قدراتهم أمس، ليس في إلقاء الدروس وشرح المناهج، بل في التفنن في إعداد «الشكشوكة» و»الطحينية»، وأيضاً عمل الفول. وأخذ مُعلِّم على عاتقه مهمات ذبح خروف وسلخه، وطبخه في فناء المدرسة، على مرأى ومسمع من الطلاب، فضلاً عن مسؤولين في الإدارة العامة للتربية والتعليم في الأحساء، الذين أبدوا إعجابهم بطريقة إدارة المدرسة في جعل الطلاب يداومون على الحضور في الفترة التي تسبق اختبارات نصف العام الدراسي، وهي فترة تمتد لأسبوعين، ومن النادر أن تطأ فيها أقدام الطلاب عتبة المدرسة.
وشدد مدير إدارة التوجيه والإرشاد في «تربية الأحساء» عبد المنعم عبد اللطيف العكاس، خلال مشاركته أمس، في فعاليات «مهرجان ربيع الهفوف الترفيهي»، على ضرورة «تفعيل المهرجانات الترفيهية والمنوعة بين تربوية، وثقافية، ورياضية، وترفيهية، وإنشادية، وشعرية، و مشاركة الطلاب من المواطنين والوافدين في تقديم هذه الفعاليات «، لافتاً إلى أن هذا المهرجان «يعكس مدى أهمية هذه البرامج في تحفيز الدافعية، وإظهار المواهب، واكتشاف الطاقات المتعددة، خصوصاً خلال هذه الأيام، للحدِّ من حالات الغياب في الفترة التي تسبق الاختبارات»، مشيراً إلى دورها في «إبعاد شبح الخوف والرهبة من الاختبارات». وأقامت المهرجان مدرسة الهفوف الثانوية، وذلك ضمن خطة المدرسة للحدِّ من ظاهرة الغياب قبل الاختبارات. وأقيم المهرجان تحت شعار «مدرستنا جاذبة وطلابنا طموحون»، بحضور أكثر من 630 طالباً، إضافة إلى 63 معلماً وإدارياً، والأهالي. وانطلقت فعاليات المهرجان بمسابقات وألعاب قدمها علي اليامي، والطالب أحمد بوعنقة، ثم قدم فريق الإنشاد الطلابي في المدرسة، وصلات إنشادية، بمشاركة الطلاب خالد السعد، وزكريا الشعبي، واحمد البخيت، ومؤيد الراجح.فيما قام المعلم محمد المزيد، بذبح خروف وسلخه، ثم بدأ في طبخه. وقدم وكيل المدرسة خالد العلي، درساً عملياً للطلاب في كيفية عمل الفول و»الشكشوكة» و»الطحينة» وذلك أمام جميع الحضور. وشاركه في إعداد مائدة الإفطار عدد من طلاب المدرسة. كما انطلقت في الوقت ذاته مسابقة الطبخ، التي تنافس خلالها الطلاب في عمل «مضغوط اللحم». وكان لمشاركة طلاب الجالية السودانية في المدرسة، أثر كبير على تنوع فقرات المهرجان، إذ قدموا فلكلورهم الخاص، الذي صفق له الجمهور. أما طلاب المدرسة من أبناء الجنوب (قحطان، وغامد، وزهران، وبني شهر) فأدوا بقيادة عبدالله القحطاني وغازي المقاطي، العرضة الجنوبية، و»رقصة الخطوة». وقدمت فرقة «شعبيات»، فن «العرضة الدوسرية».
وكرم العكاس، في نهاية المهرجان، طالبيْنِ من المدرسة، أقلعا عن التدخين، وكذلك المرشد الطلابي محمد الراجح، لحصوله على درجة الماجستير، إضافة إلى طلاب المدرسة المشاركين في «الأولمبياد الوطني العلمي الإبداع»، الذي أقيم خلال الشهر الماضي، وتناول الجميع طعام الغداء الذي شارك في إعداده طلاب المدرسة، بإشراف المعلمين خالد العلي، وفيصل الشامي، ومحمد المزيد.