قال رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، توني بلير، إن إعلان الولايات المتحدة الأمريكية عن نيتها ارسال 250 جنديا إلى سوريا ضمن جهود محاربة تنظيم داعش في العراق والشام أو ما يُعرف بـ"داعش،" سيحدث فارقا.

أمانبور: كيف قرأت مقال صحيفة "ذا أتلانتك" الذي عرض فيه الرئيس أوباما لسياسته الخارجية وانتقد من وصفهم بالباحثين عن "ركوب مجاني" وانتقد رئيس الوزراء ديفيد كاميرون بالقول إن بريطانيا لا يمكن أن تتوقع الحفاظ على العلاقات المميزة مع أمريكا إذا لم تدفع حصتها كاملة في حلف الناتو؟

بلير: أظن أنه من المهم أن نعي بأن هذا ليس رأي أوباما بمفرده بل وجهة نظر السياسيين الأمريكيين عامة، وملخص هذا الرأي هو أنه إذا رغبنا برؤية القوة الأمريكية تُستخدم في العالم – وأنا من أنصار ذلك لأنه أمر ضروري بصرف النظر عن المشاكل التي قد يثيرها – فسيكون على الأوروبيين المساهمة بالتكلفة ولعب دور أكبر. لكنني أظن أيضا أن هناك أسبابا قوية، وخاصة ما يتعلق منها بالتطرف الجهادي في العالم والدوافع الداخلية في بعض الدول، بما فيها بريطانيا، لزيادة الإنفاق العسكري، فالوضع في ليبيا يؤثر علينا بشكل كبير، فهي على أبواب أوروبا وليست على أبواب أمريكا، ومع ذلك نحن نعتمد بشكل مفرط على أمريكا لمواجهة داعش هناك. الأمر نفسه ينطبق على سوريا والشرق الأوسط برمته وكذلك شمال أفريقيا.

علينا من وجهة نظري ألا نضيع الوقت بمناقشة تشكيل جيش أوروبي، فهذا الأمر لن يحصل، ولكن بحث كيفية جمع القدرات الدفاعية الأوروبية بشكل أفضل للاستفادة من إجمالي قوة جميع الدول.

أمانبور: تحدثت عن سوريا وليبيا، وهما من بين الملفات التي بحثها أوباما مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، هل تعتقد أن ما اقترحه وزير الخارجية البريطاني عن إمكانية نشر قوات أمريكية وبريطانية في ليبيا سيتحقق؟ هل تؤيد تدخلا أكبر بليبيا الآن؟

أتمنى ذلك، لأنه أمر أساسي. لدينا الآلاف من عناصر داعش يحتلون جزءا كبيرا من أراضي ليبيا ويدربون عناصرهم لشن عمليات بليبيا وأوروبا أيضا. وإذا نظرنا إلى ما كانت القاعدة تفعله بأفغانستان قبل هجمات سبتمبر فسنجد أن داعش تمتلك بليبيا معسكرات وقدرات أكبر بكثير. إذا كنا نريد التصرف بطريقة تحمي مستقبلنا وأمننا فما من خيار أمامنا سوى التدخل والقضاء على تلك الجماعات أيمنا وجدت لأنها تمتلك تلك الأراضي وتستعملها للتجنيد ومن مصلحتنا توجيه ضربة إلى تلك الخلافة المزعومة وإلى قدرتها على التحكم بالأرض وحكمها كأنها دولة.

أمانبور: لقد أعلنت أمريكا الآن عن نيتها إرسال 250 من جنودها إلى سوريا، فما هو التغيير الذي يمكنهم القيام به؟

هذا سيحدث اختلافا كبيرا، فأي زيادة في القدرات الأمريكية على الأرض في سوريا والعراق والمنطقة ككل يعني خطوة إضافية على صعيد السعي لإلحاق الهزيمة بهؤلاء الناس. الأمريكيون والبريطانيون والفرنسيون باتت لديهم خبرة طويلة في القتال بأفغانستان والعراق ومناطق أخرى، وكلما زاد عدد الجنود على الأرض فإن خبرتهم ستزداد وكذلك ستتحسن نوعية أسلحتهم ومستوى فعاليتهم.