وجّه الكاتب الصحفي محمد الرطيان "رسالة مفتوحة" إلى ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، أكد فيها على ضرورة محاربة الفساد بكافة أشكاله والعمل على معالجة أخطاء الماضي حتى يمكن للمملكة السير قدماً وبثقة إلى المستقبل.

وقال الرطيان في مقاله المنشور بصحيفة "عكاظ" اليوم (الأربعاء)، إنه يتكئ في رسالته على كلمة ولي ولي العهد: "نحتاج نقدكم قبل ثنائكم"، معتبراً أن تطبيق هذه الكلمة على أرض الواقع "يحتاج إلى مؤسسات مجتمع مدني وقوانين وأنظمة تحمي الناقد وتحفظ حق المنقود!".

وطرح الرطيان تساؤلات بخصوص برنامج التحول الوطني، الذي هو جزء من "الرؤية السعودية 2030"، متسائلاً حول كيفية معرفة مدى تنفيذ ونجاح الوزير لبرنامجه؟ ومَن ستكون لديه صلاحية مناقشة أداء الوزير، وما آلية ذلك؟ مضيفاً: "ألا يحتاج مثل هذا الأمر إلى برلمان له صلاحيات المتابعة والمحاسبة والمراجعة والتقييم؟ ألا يحتاج تقويم أداء الوزير إلى تفعيل وتوسيع مؤسسات المجتمع المدني؟

وأكد الكاتب الصحفي أن برنامج التحول الوطني فكرة رائعة وطموحة، و"لكن الذهاب إلى المستقبل يجب أن يتم بكامل الحمولة وبكافة التجهيزات اللازمة للرحلة الطويلة والصعبة، فالسيارة القوية الفخمة اللامعة لا يمكنها أن تكمل الرحلة بإطارات مهترئة!".

وأضاف الرطيان: "لو كنت بينكم - يا سمو الأمير - لقلت لكم إن (برنامج التحول الوطني) يحتاج إلى عدد من القواعد الصلبة، مثل إرساء دولة المؤسسات والقانون، تحقيق المواطنة أياً كانت اللهجة أو المذهب أو اللون أو المنطقة، تعزيز ثقافة حقوق الإنسان، منح كافة المنابر الإعلامية المساحة الآمنة للتعبير عن آرائها، منح المواطن حقه بالعلاج والتعليم والسكن والعمل، إعلان حرب حقيقية ضد كل أشكال الفساد، لا تستثني أي فاسد مهما كان اللقب الذي يسبق اسمه وأياً كان اسمه الأخير.

وواصل الرطيان قائلاً: "غالبية القوم انشغلوا بالثناء وأنا حاولت أن أنقد بمحبة.. لا تثق أيها الأمير بمن يصفق للأعمال قبل إنجازها!"، مختتماً رسالته: "جميعنا يا سمو الأمير سنشاركك الحلم، ونشد على يدك، ونساندك، وسترافقك دعواتنا الصادقة وكلماتنا الطيبة الحالمة ببلد رائع: بلد يكون فيه الإنسان وكرامته ورفاهيته العنصر الأول والأهم والأعظم في أي برنامج يخطط للذهاب إلى المستقبل".