بدأت محكمة عسكرية في مدينة حيفا محاكمة جندي إسرائيلي اتهم بإطلاق النار على فلسطيني جريح وقتله في الضفة الغربية المحتلة.
ويواجه الجندي، إلور أزاريا، تهمة القتل غير العمد في قضية أثارت جدلا كبيرا، وفي حالة نادرة لجندي في الخدمة يواجه مثل تلك التهم.
وكانت الحادثة، التي وقعت قبل شهرين، قد بدأت ببعض الهجمات طعنا تعرض لها جنود في القوات الإسرائيلية في الخليل.
وقال الجيش الإسرائيلي آنذاك إن فلسطينيين قُتلا بعد إطلاق النار عليهما، بينما كانا - بحسب ما قاله الجيش - يشنان هجوما بالطعن، أصيب فيه جندي إسرائيلي.
لكن مقاطع فيديو نشرتها بعد ذلك جماعة بيت سيلم لحقوق الإنسان، أظهرت أحد المهاجمَين وهو ملقى على ظهره جريحا على الأرض بعد إطلاق النار عليه، ولا يكاد يتحرك.
وتبين أيضا كيف أطلق أزاريا عليه النار مستهدفا رأسه من مسافة قريبة.
وقد وقعت الحادثة وسط موجة من الهجمات شنها فلسطينيون واستمرت شهورا وقتل فيها وأصيب عدد من قوات الأمن والمدنيين والفلسطينيين.
ويتهم فلسطينيون إسرائيل باستخدام القوة المفرطة ضد المهاجمين في تلك الهجمات، الذين إما أوقفوا بالفعل بعد مجابهة قوات الأمن أو بعض الأفراد لهم، وإما أصيبوا، ويتهمونها أيضا بقتل مدنيين أبرياء في بعض الحالات.
ونشر نشطاء عددا من مقاطع الفيديو التقطها هواة تؤيد ما يقوله الفلسطينيون. غير أن حادثة الخليل ربما كانت أقواها من حيث الدليل على ما يرتكبه الإسرائيليون.
وقد ندد قادة في الجيش الإسرائيلي بما فعله الجندي. ولكن أزاريا نفسه يقول إنه كان يخشى أن يكون هذا الفلسطيني الجريح يخفي قنبلة.
وانبرت عناصر من اليمين الإسرائيلي للدفاع عن الجندي، متهمة الجيش بمعاملته معاملة غير عادلة.
وقال بنيامين مالكا، محامي أزاريا، إن فريقه مستعد لمجابهة التهم الموجهة إلى موكله.
وأضاف "هذه هي بداية المحاكمة الرسمية، ونحن مستعدون، وسنواصل خطنا في الدفاع. وسوف تظهر العدالة. الطريق سيكون طويلا، وسوف نتعامل معه."